الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقا وما يتذكر إلا من ينيب ( 13 ) فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ( 14 ) )

يقول - تعالى ذكره - : الذي يريكم - أيها الناس - حججه وأدلته على وحدانيته وربوبيته ( وينزل لكم من السماء رزقا ) يقول ينزل لكم من أرزاقكم من السماء بإدرار الغيث الذي يخرج به أقواتكم من الأرض ، وغذاء أنعامكم عليكم ( وما يتذكر إلا من ينيب ) يقول : وما يتذكر حجج الله التي جعلها أدلة على وحدانيته فيعتبر بها ويتعظ ويعلم حقيقة ما تدل عليه إلا من ينيب يقول : إلا من يرجع إلى توحيده ، ويقبل على طاعته .

كما حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن السدي ( إلا من ينيب ) قال : من يقبل إلى طاعة الله .

وقوله : ( فادعوا الله مخلصين له الدين ) يقول - تعالى ذكره - لنبيه محمد [ ص: 363 ] - صلى الله عليه وسلم - وللمؤمنين به ، فاعبدوا الله - أيها المؤمنون له - مخلصين له الطاعة غير مشركين به شيئا مما دونه ( ولو كره الكافرون ) يقول : ولو كره عبادتكم إياه - مخلصين له الطاعة - الكافرون المشركون في عبادتهم إياه الأوثان والأنداد .

التالي السابق


الخدمات العلمية