الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين

                                                                                                                                                                                                                                      أومن ينشأ في الحلية تكرير للإنكار وتثنية للتوبيخ و"من" منصوبة بمضمر معطوف على "جعلوا" أي: أو جعلوا من شأنه أن يربى في الزينة وهو عاجز عن أن يتولى لأمره بنفسه، فالهمزة لإنكار الواقع واستقباحه وقد جوز انتصابها بمضمر معطوف على "اتخذ" فالهمزة حينئذ لإنكار الوقوع واستبعاده وإقحامها بين المعطوفين لتذكير ما في أم منقطعة من الإنكار ، وتأكيده والعطف للتغاير العنواني أي: أو أتخذ من هذه الصفة الذميمة صفته. وهو مع ما ذكر من القصور. في الخصام أي: الجدال الذي لا يكاد يخلو عنه الإنسان في العادة. غير مبين غير قادر على تقرير دعواه وإقامة حجته لنقصان عقله وضعف رأيه ، وإضافة "غير" لا تمنع عمل ما بعده في الجار المتقدم لأنه بمعنى النفي، وقرئ [ ص: 43 ] "ينشأ" و"يناشأ" من الإفعال والمفاعلة والكل بمعنى واحد ونظيره غلاه وأغلاه وغالاه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية