الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      بل متعت هؤلاء وآباءهم حتى جاءهم الحق ورسول مبين

                                                                                                                                                                                                                                      بل متعت هؤلاء إضراب عن محذوف ينساق إليه الكلام كأنه قيل: جعلها كلمة باقية في عقبه بأن وصى بها بنيه رجاء أن يرجع إليها من أشرك منهم بدعاء الموحد فلم يحصل ما رجاه بل متعت منهم هؤلاء المعاصرين للرسول صلى الله عليه وسلم من أهل مكة . وآباءهم بالمد في العمر والنعمة فاغتروا بالمهلة وانهمكوا في الشهوات وشغلوا بها عن كلمة التوحيد. حتى جاءهم أي: هؤلاء. الحق أي: القرآن. ورسول أي: رسول. مبين ظاهر الرسالة واضحها بالمعجزات الباهرة أو مبين للتوحيد بالآيات البينات والحجج، وقرئ "متعنا" و"متعت" بالخطاب على أنه تعالى اعترض به على ذاته في قوله تعالى: وجعلها كلمة باقية ...إلخ مبالغة فى تعبيرهم فإن التمتيع بزيادة النعم يوجب عليهم أن يجعلوه سببا لزيادة الشكر والثبات على التوحيد والإيمان فجعله سببا لزيادة الكفران أقصى مراتب الكفر والضلالة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية