الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                الفصل السادس : في حكمه بعد التخصيص .

                                                                                                                ولنا ، وللشافعية ، وللحنفية في كونه بعد التخصيص حقيقة أو مجازا قولان ، واختار الإمام فخر الدين ، وأبو الحسين التفصيل بين تخصيصه بقرينة مستقلة عقلية ، أو سمعية ، فيكون مجازا ، أو تخصيصه بالمتصل كالشرط ، والاستثناء ، والصفة ، فيكون حقيقة ، وهو حجة عند الجميع إلا عيسى بن أبان ، وأبا ثور ، وخصص الكرخي [ ص: 93 ] التمسك به إذا خصص بالمتصل ، وقال الإمام : إن خصص تخصيصا إجماليا نحو قوله هذا العام مخصوص ، فليس بحجة ، وما أظنه يخالف في هذا التفصيل لنا : أنه وضع للاستغراق ، ولم يستعمل فيه ، فيكون مجازا ، ومقتضيا ثبوت الحكم لكل أفراده ، وليس البعض شرطا في البعض ، وإلا لزم الدور ، فيبقى حجة في الباقي بعد التخصيص ، والقياس على الصورة المخصوصة إذا علمت جائز عند القاضي إسماعيل منا ، وعند جماعة من الفقهاء .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية