[ ص: 124 ] فصل ( في
nindex.php?page=treesubj&link=17281_19898مرض القلوب وعلاجه ) .
القلوب تمرض كغيرها من الأعضاء وعلاجها في كتب الأطباء وتمرض بالشبهات ، والشكوك لقوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=10في قلوبهم مرض } وقال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وليقول الذين في قلوبهم مرض } تمرض القلوب بالشهوات لقوله تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=32فيطمع الذي في قلبه مرض } .
أي فجور وهو شهوة الزنا ، وعلاج ذلك اتباع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والاجتهاد في الطاعات الظاهرة ، والباطنة وترك المحرمات الظاهرة ، والباطنة فالقلوب كثيرة التقلب {
nindex.php?page=hadith&LINKID=3000214وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحلف لا ومقلب القلوب } .
وقال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=34716ما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء إن شاء أن يقيمه أقامه وإن شاء أن يزيغه أزاغه ، وصلاح القلوب رأس كل خير ، وفسادها رأس كل شر } .
وفي الصحيحين عنه عليه السلام {
nindex.php?page=hadith&LINKID=1734ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب } فنسأل الله أن يصلح فساد قلوبنا وقلوب إخواننا المسلمين .
واعلم أنه يحصل بأعمال القلوب من التوكل على الله ، والاعتماد عليه وغير ذلك من الشفاء ما لا يحصل بغيره ; لأن النفس تقوى بذلك . ومعلوم أن النفس متى قويت وقويت الطبيعة تعاونا على فعل الداء وأوجب ذلك زواله بالكلية ومثل هذا معلوم مجرب مشهور ، ولا ينكره إلا جاهل أو بعيد عن الله .
[ ص: 124 ] فَصْلٌ ( فِي
nindex.php?page=treesubj&link=17281_19898مَرَضِ الْقُلُوبِ وَعِلَاجِهِ ) .
الْقُلُوبُ تَمْرَضُ كَغَيْرِهَا مِنْ الْأَعْضَاءِ وَعِلَاجُهَا فِي كُتُبِ الْأَطِبَّاءِ وَتَمْرَضُ بِالشُّبُهَاتِ ، وَالشُّكُوكِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=10فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ } وَقَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ } تَمْرَضُ الْقُلُوبُ بِالشَّهَوَاتِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=32فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ } .
أَيْ فُجُورٌ وَهُوَ شَهْوَةُ الزِّنَا ، وَعِلَاجُ ذَلِكَ اتِّبَاعُ كِتَابِ اللَّهِ وَسَنَةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالِاجْتِهَادُ فِي الطَّاعَاتِ الظَّاهِرَةِ ، وَالْبَاطِنَةِ وَتَرْكِ الْمُحَرَّمَاتِ الظَّاهِرَةِ ، وَالْبَاطِنَةِ فَالْقُلُوبُ كَثِيرَةُ التَّقَلُّبِ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=3000214وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْلِفُ لَا وَمُقَلِّبِ الْقُلُوبِ } .
وَقَالَ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=34716مَا مِنْ قَلْبٍ إلَّا وَهُوَ بَيْنَ إصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ يُقَلِّبُهُ كَيْفَ يَشَاءُ إنْ شَاءَ أَنْ يُقِيمَهُ أَقَامَهُ وَإِنْ شَاءَ أَنْ يُزِيغَهُ أَزَاغَهُ ، وَصَلَاحُ الْقُلُوبِ رَأْسُ كُلِّ خَيْرٍ ، وَفَسَادُهَا رَأْسُ كُلِّ شَرٍّ } .
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=1734أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلُحَتْ صَلُحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ } فَنَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ فَسَادَ قُلُوبِنَا وَقُلُوبِ إخْوَانِنَا الْمُسْلِمِينَ .
وَاعْلَمْ أَنَّهُ يَحْصُلُ بِأَعْمَالِ الْقُلُوبِ مِنْ التَّوَكُّلِ عَلَى اللَّهِ ، وَالِاعْتِمَادِ عَلَيْهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الشِّفَاءِ مَا لَا يَحْصُلُ بِغَيْرِهِ ; لِأَنَّ النَّفْسَ تَقْوَى بِذَلِكَ . وَمَعْلُومٌ أَنَّ النَّفْسَ مَتَى قَوِيَتْ وَقَوِيَتْ الطَّبِيعَةُ تَعَاوَنَا عَلَى فِعْلِ الدَّاءِ وَأَوْجَبَ ذَلِكَ زَوَالَهُ بِالْكُلِّيَّةِ وَمِثْلُ هَذَا مَعْلُومٌ مُجَرَّبٌ مَشْهُورٌ ، وَلَا يُنْكِرهُ إلَّا جَاهِلٌ أَوْ بَعِيدٌ عَنْ اللَّهِ .