الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        [ ص: 775 ] النوع الحادي والخمسون :

        معرفة كنى المعروفين بالأسماء ; من شأنه أن يبوب على الأسماء . فمن يكنى بأبي محمد من الصحابة - رضي الله تعالى عنهم - طلحة ، وعبد الرحمن بن عوف ، والحسن بن علي ، وثابت بن قيس ، وكعب بن عجرة ، والأشعث بن قيس ، وعبد الله بن جعفر ، وابن عمرو ، وابن بحينة ، وغيرهم .

        وبأبي عبد الله : الزبير ، والحسين ، وسلمان ، وحذيفة ، وعمرو بن العاص ، وغيرهم وبأبي عبد الرحمن : ابن مسعود ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن الخطاب ، وابن عمر ، ومعاوية بن أبي سفيان وغيرهم . وفي بعضهم خلاف .

        التالي السابق


        ( النوع الحادي والخمسون : معرفة كنى المعروفين بالأسماء ) .

        قال ابن الصلاح : وهذا من وجه ضد النوع الذي قبله .

        ومن وجه آخر : يصح أن يجعل قسما من أقسام ذلك ، من حيث كونه قسما من أقسام أصحاب الكنى ، وألف فيه ابن حبان ، انتهى .

        وعلى الاصطلاح الثاني مشى ابن جماعة في المنهل الروي ، فعد أقسامه عشرة ، وتبعه العراقي ، قال : لأن الذين صنفوا في الكنى جمعوا النوعين معا .

        [ ص: 776 ] وعلى الأول قال المصنف كابن الصلاح : ( من شأنه أن يبوب على الأسماء ) ثم يبين كناها بخلاف ذلك .

        ( فمن يكنى بأبي محمد من الصحابة - رضي الله تعالى عنهم - طلحة ) بن عبيد الله ، ( وعبد الرحمن بن عوف ، والحسن بن علي ، وثابت بن قيس ) بن الشماس ، فيما جزم به ابن منده ، ورجحه ابن عبد البر .

        وقيل : كنيته أبو عبد الرحمن ، ورجحه ابن حبان والمزي .

        فعلى هذا هو من أمثلة القسم الخامس السابق . ( وكعب بن عجرة ، والأشعث بن قيس ، وعبد الله بن جعفر ) بن أبي طالب .

        قال العراقي : في هذا نظر ، فإن المعروف أن كنيته أبو جعفر ، وبذلك كناه البخاري في " التاريخ " ، وحكاه عن ابن الزبير وابن إسحاق ، وتبعه ابن أبي حاتم [ ص: 777 ] والنسائي ، وابن حبان ، والطبراني ، وابن منده ، وابن عبد البر .

        قال : وكأن ابن الصلاح اغتر بما وقع في الكنى للنسائي في حرف الميم :

        ( أبو محمد عبد الله بن جعفر ) ، ثم روى بإسناده أن الوليد بن عبد الملك قال لعبد الله بن جعفر : يا أبا محمد ، مع أنه أعاده في حرف الجيم ، فذكره أبا جعفر .

        قال : وابن الزبير أعرف بعبد الله من الوليد إن كان النسائي أراد بالمذكور أولاد ابن أبي طالب ، وهو الظاهر ، وإن أراد به غيره فلا يخالفه .

        ( و ) عبد الله ( بن عمرو ) بن العاص ، ( و ) عبد الله ( بن بحينة وغيرهم ) .

        وممن يكنى ( بأبي عبد الله ) من الصحابة : ( الزبير ) بن العوام ، ( والحسين ) بن علي ( وسلمان ) الفارسي ، ( وحذيفة ) بن اليمان ، ( وعمرو بن العاص وغيرهم ) .

        وعد منهم ابن الصلاح : عمارة بن حزم .

        قال العراقي : وفيه نظر ، فلم أر أحدا ذكر له كنية .

        وعثمان بن حنيف .

        [ ص: 778 ] وقال : وتبع في ذلك ابن حبان ، والمشهور أن كنيته أبو عمرو ، ولم يذكر المزي غيرها .

        والمغيرة بن شعبة .

        قال : وتبع في ذلك البخاري ، وابن حبان ، وابن أبي حاتم ، والمشهور أن كنيته أبو عيسى ، كذا جزم به النسائي ، وأبو أحمد الحاكم .

        ومعقل بن يسار ، وعمرو بن عامر المزنيين .

        قال : وفيهما نظر ، فالمشهور أن كنية معقل : أبو علي ، وبه قال الجمهور : علي ابن المديني ، وخليفة ، والعجلي ، وابن منده ، والبخاري ، وابن أبي [ ص: 779 ] حاتم ، وابن حبان ، والنسائي ؛ زاد العجلي : ولا نعلم أحدا في الصحابة يكنى أبا علي غيره .

        قال العراقي : بل قيس بن عاصم ، وطلق بن علي يكنيان بذلك ، كما جزم به النسائي .

        قال : وأما عمرو بن عامر . ففي الصحابة اثنان فقط :

        أحدهما : ابن ربيعة بن هوذة أحد بني عامر بن صعصعة ، ليس مزنيا ، ولا يكنى أبا عبد الله .

        والثاني : ابن مالك ابن خنساء المازني ، أحد بني مازن بن النجار ، يكنى أبا داود ، ذكره ابن منده ، وسماه ابن إسحاق عميرا ، وهو الصواب ، فليس بعمرو ، ولا مزني بل مازني ، ولا يكنى أبا عبد الله .

        قال : والظاهر أن ما ذكره ابن الصلاح سبق قلم ، وإنما هو عمرو بن عوف المزني ، فإنه يكنى بذلك .

        ( و ) ممن يكنى ( بأبي عبد الرحمن ) من الصحابة : عبد الله ( بن مسعود ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن الخطاب ) أخو عمر وقيل : كنيته أبو عبد الله ، ( و ) عبد الله ( بن عمر ، ومعاوية بن أبي سفيان وغيرهم .

        وفي بعضهم ) أي المذكورين في هذا النوع ( خلاف ) كما تقدم في ثابت بن قيس ، [ ص: 780 ] وعمرو بن العاص ، وزيد بن الخطاب .

        قال العراقي : واللائق بهؤلاء أن يذكروا في القسم الخامس .




        الخدمات العلمية