الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      [ ص: 455 ] ( فصل : وللولي المحتاج غير الحاكم وأمينه أن يأكل من مال المولى عليه ) لقوله تعالى { ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف } وروى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده { أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني فقير وليس لي شيء ولي يتيم فقال كل من مال يتيمك غير مسرف } رواه أبو بكر ( الأقل من أجرة مثله ، أو قدر كفايته ) لأنه يستحقه بالعمل والحاجة جميعا فلم يجز أن يأخذ إلا ما وجدا فيه .

                                                                                                                      ( ولو لم يقدره حاكم ) وأما الحاكم وأمينه فلا يأكلان شيئا لأنهما يستغنيان بمالهما في بيت المال كما يأتي ( ولا يلزمه ) أي الولي ( عوضه ) أي ما أكله ( إذا أيسر ) لأن ذلك جعل عوضا له عن عمله فلم يلزمه عوضه ، كالأجير والمضارب ولأنه تعالى أمر بالأكل ولم يذكر عوضا ( وإن كان ) الولي ( غنيا لم يجز له ذلك ) أي الأكل من مال المولى عليه وقوله تعالى { ومن كان غنيا فليستعفف } ( إذا لم يكن أبا ) لما يأتي : أن الأب له أن يتملك من مال ولده ما شاء .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية