الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1000 ( باب هل يقول: كسفت الشمس، أو خسفت )

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي هذا باب يقال فيه: هل يقول القائل كسفت الشمس، أو يقول خسفت الشمس ؟ قيل: أتى البخاري بلفظ الاستفهام إشعارا منه بأنه لم يترجح عنده في ذلك شيء .

                                                                                                                                                                                  وقال بعضهم: ولعله أشار إلى ما رواه ابن عيينة ، عن الزهري ، عن عروة : لا تقولوا كسفت الشمس، ولكن قولوا خسفت . وهذا موقوف صحيح رواه سعيد بن منصور عنه .

                                                                                                                                                                                  قلت: ترتيب البخاري يدل على أن الخسوف يقال في الشمس والقمر جميعا ; لأنه ذكر الآية، وفيها نسبة الخسوف إلى القمر، ثم ذكر الحديث . وفيه نسبة الخسوف إلى الشمس، وكذلك يقال بالكسوف فيهما جميعا ; لأن في حديث الباب، فقال في كسوف الشمس والقمر: إنهما آيتان، وبهذا يرد على عروة فيما روى الزهري عنه، وبما روي في أحاديث كثيرة: كسفت الشمس، منها حديث المغيرة بن شعبة الذي مضى في أول الأبواب قال: كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .. الحديث . وفيه أيضا أن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد .. الحديث، واستعمال الكسوف للشمس والخسوف للقمر اصطلاح الفقهاء، واختاره ثعلب أيضا قال في الفصيح: إن كسفت الشمس وخسف القمر أجود الكلامين، وذكر الجوهري أنه أفصح، وحكى عياض عن بعضهم عكسه، وغلطه لثبوته بالخاء في القرآن، وفي الحقيقة في معناهما فرق، فقيل: الكسوف أن يكسف ببعضهما، والخسوف أن يخسف بكلهما، قال الله تعالى: فخسفنا به وبداره الأرض وقال شمر : الكسوف في الوجه الصفرة والتغير، وقال ابن حبيب في " شرح الموطإ ": الكسوف تغير اللون، والخسوف انخسافهما، وكذلك تقول في عين الأعور إذا انخسفت وغارت في جفن العين، وذهب نورها وضياؤها .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية