الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : - عز وجل - : للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر ؛ كانت العرب لا تورث إلا من طاعن بالرماح؛ وذاد عن المال؛ وحاز الغنيمة؛ فأعلم الله - عز وجل - أن حق الميراث على ما ذكر من الفرض؛ وجاءت امرأة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعها بنات لها؛ توفي أبوهن؛ وهو زوجها؛ وقد هم عما البنات بأخذ المال؛ فنزلت : يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين ؛ الآية؛ فقال العمان : يا رسول الله؛ أيرث من لا يطاعن بالرماح؛ ولا يذود عن المال؛ ولا يحوز الغنيمة؟ فقال - صلى الله عليه وسلم - : " أعطيا البنات الثلثين؛ وأعطيا الزوجة - وهي أمهن - الثمن؛ وما بقي فلكما " ؛ فقالا : فمن يتولى القيام بأمرهما؟ فأمرهما النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يتوليا ذلك. وقوله - عز وجل - : نصيبا مفروضا ؛ هذا منصوب على الحال؛ المعنى : لهؤلاء أنصبة على ما ذكرناها في حال الفرض؛ وهذا كلام مؤكد؛ لأن قوله - جل ثناؤه - : للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب ؛ معناه : إن ذلك مفروض لهن.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية