الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما ذكر لهم الأدلة وحذرهم بالأخذ وتحرر أنهم مع التقليد لا ينفكون عنه، ذكرهم بأعظم آبائهم ومحط فخرهم وأحقهم بالاتباع للفوز بأتباع الأب في ترك التقليد أو في تقليده إن كان لا بد لهم من التقليد لكونه أعظم الآباء ولكونه مع الدليل، فقال عاطفا على ما تقديره للإشارة إلى تأمله وإمعان النظر فيه: اذكر لهم ذلك: وإذ أي واذكر لهم حين قال أعظم آبائهم ومحط فخرهم والمجمع على محبته وحقية دينه منهم ومن أهل الكتاب وغيرهم إبراهيم لأبيه من غير أن يقلده كما أنتم قلدتم آبائكم، ولما كانت مخالفة الواحد للجمع شديدة، ذكر لهم حاله فيها بيانا لأنهم أحق منهم بالانفكاك عن [ ص: 415 ] التقليد وقومه الذين كانوا هم القوم في الحقيقة لاحتوائهم على ملك جميع الأرض كما قلت: إنا لكم سواء ولما كانوا لا يتخيلون أصلا أن أحدا يكون مخالفا لهم، أكد بالحرف وإظهار نون الوقاية فقال: إنني وزاد بالنعت بالمصدر الذي يستوي فيه الواحد وغيره والمذكر وغيره لكونه مصدرا وإن وقع موقع الصفة باللفظ الدال على أنه مجسد من البراءة جعله على صورة المزيد لزيادة التأكيد فقال: براء ومن ضمه جعله وصفا محضا مثل طوال في طويل مما تعبدون في الحال والاستقبال مهما كان غير من اشتبه، فإنهم كانوا مشركين فلا بد من الاستثناء ومن كونه متصلا، قال الإمام أبو علي الحسن بن يحيى بن نصر الجرجاني في كتاب بيان نظم القرآن ما حاصله: سر قول السلف أن الكلمة هنا أي الآية في قوله كلمة باقية " لا إله إلا الله " أن النفي والتبرئة واحد فإنني براء بمنزلة لا، وقوله مما تعبدون بمنزلة إله إذ كل معبود يسمى إلها

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية