الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال : وهو على ثلاث درجات . الدرجة الأولى : الإحسان في القصد بتهذيبه علما ، وإبرامه عزما ، وتصفيته حالا .

يعني : إحسان القصد يكون بثلاثة أشياء .

أحدها : تهذيبه علما ، بأن يجعله تابعا للعلم على مقتضاه مهذبا به . منقى من شوائب الحظوظ ، فلا يقصد إلا ما يجوز في العلم . والعلم هو اتباع الأمر والشرع .

والثاني : إبرامه عزما . والإبرام : الإحكام والقوة . أي يقارنه عزم يمضيه ، ولا يصحبه فتور وتوان يضعفه ويوهنه .

الثالث : تصفيته حالا .

أي يكون حال صاحبه صافيا من الأكدار والشوائب ، التي تدل على كدر قصده . فإن الحال مظهر القصد وثمرته . وهو أيضا مادته وباعثه . فكل منهما ينفعل عن الآخر . فصفاؤه وتخليصه من تمام صفاء الآخر وتخليصه .

التالي السابق


الخدمات العلمية