الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما أثنى - سبحانه وتعالى - على فعلهم؛ أتبعه قولهم؛ فقال: وما كان ؛ أي: شيء من القول؛ قولهم ؛ أي: بسبب ذلك الأمر الذي دهمهم؛ إلا أن قالوا ؛ أي: وهم يجتهدون في نصر دين الله؛ ناسبين الخذلان إلى أنفسهم؛ بتعاطي أسبابه ربنا اغفر لنا ذنوبنا ؛ أي: التي استوجبنا بها الخذلان؛ وإسرافنا في أمرنا ؛ هضما لأنفسهم؛ فمع كونهم ربانيين؛ مجتهدين؛ نسبوا ما أصابهم إلى ذنوبهم؛ فافعلوا أنتم فعلهم؛ لتنالوا من الكرامة ما نالوا؛ كما أشار لكم - سبحانه وتعالى - إلى ذلك؛ قبل الأخذ في قص القصة؛ عندما وصف به المتقين؛ من قوله: أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 88 ] ولما دعوا بمحو ما أوجب الخذلان؛ دعوا بثمرة المحو؛ فقالوا: وثبت أقدامنا ؛ إشارة إلى أن الرعب من نتائج الذنب؛ والثبات من ثمرات الطاعة "إنما تقاتلون الناس بأعمالكم" - ثم أشاروا إلى أن قتالهم لهم إنما هو لله؛ لا لحظ من حظوظ النفس أصلا؛ بقوله: وانصرنا على القوم الكافرين

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية