الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        9 - باب الرجل ينفي حمل امرأته أن يكون منه

                                                        قال أبو جعفر : ذهب قوم إلى أن الرجل إذا نفى حمل امرأته أن يكون منه لاعن القاضي بينها وبينه بذلك الحمل ، وألزمه أمه ، وأبان المرأة من زوجها .

                                                        واحتجوا في ذلك بحديث يحدثه عبدة بن سليمان عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم لاعن بالحمل .

                                                        وقد كان أبو يوسف رحمه الله قال بهذا القول مرة ، وليس هو بالمشهور من قوله .

                                                        وخالفهم في ذلك آخرون ؛ فقالوا : لا يلاعن بحمل ؛ لأنه قد يجوز أن لا يكون حملا ، لأن ما يظهر من المرأة مما يتوهم به أنها حامل ليس يعلم به حمل على حقيقة ، إنما هو توهم ، فنفي المتوهم لا يوجب اللعان .

                                                        وكان من الحجة لهم على أهل المقالة الأولى أن الحديث الذي احتجوا به عليهم حديث مختصر ، اختصره الذي رواه فغلط فيه .

                                                        وإنما أصله : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لاعن بينهما وهي حامل ، فذلك - عندنا - لعان بالقذف لا لعان بنفي الحمل ، فتوهم الذي رواه أن ذلك لعان بالحمل فاختصر الحديث كما ذكرنا .

                                                        4658 - وأصل الحديث في ذلك ما قد حدثنا يزيد بن سنان قال : ثنا يحيى بن حماد قال : ثنا أبو عوانة ، عن سليمان ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله قال : بينا نحن عشية في المسجد إذ قال رجل : إن أحدنا رأى مع امرأته رجلا ، فإن قتله قتلتموه ، وإن هو تكلم جلدتموه ، وإن هو سكت سكت على غيظ ! لأسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم . فسأله ، فقال : يا رسول الله ، إن أحدنا رأى مع امرأته رجلا ، فإن قتله قتلتموه ، وإن هو تكلم جلدتموه ، وإن سكت سكت على غيظ ! اللهم احكم . فأنزلت آية اللعان . قال عبد الله : فكان ذلك الرجل أول من ابتلي به .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية