الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      [ ص: 140 ] ابن باديس

                                                                                      صاحب إفريقية المعز بن باديس بن منصور بن بلكين بن زيري بن مناد ، الحميري الصنهاجي المغربي شرف الدولة ، ابن أمير المغرب .

                                                                                      نفذ إليه الحاكم من مصر التقليد والخلع في سنة سبع وأربعمائة ، وعلا شأنه .

                                                                                      وكان ملكا مهيبا ، سريا شجاعا عالي الهمة ، محبا للعلم ، كثير البذل ، مدحته الشعراء . وكان مذهب الإمام أبي حنيفة قد كثر بإفريقية ، فحمل أهل بلاده على مذهب مالك حسما لمادة الخلاف وكان يرجع إلى إسلام ، فخلع طاعة العبيدية ، وخطب للقائم بأمر الله العباسي ، فبعث إليه المستنصر يتهدده ، فلم يخفه ، فجهز لمحاربته من مصر العرب ، فخربوا حصون برقة وإفريقية ، وأخذوا أماكن ، واستوطنوا تلك الديار من هذا الزمان ، ولم يخطب لبني عبيد بعدها بالقيروان .

                                                                                      قيل : كان مولد المعز في سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة . [ ص: 141 ]

                                                                                      ومات في شعبان سنة أربع وخمسين وأربعمائة ومرض بالبرص ، ورثاه شاعره الحسن بن رشيق القيرواني وكان موته بالمهدية .

                                                                                      وقام بعده ولده تميم بن المعز .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية