الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        تلك القرى نقص عليك من أنبائها ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات فما كانوا [ ص: 244 ] ليؤمنوا بما كذبوا من قبل كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: وما وجدنا لأكثرهم من عهد في قوله: من عهد قولان: أحدهما: أن العهد الطاعة ، يريد: ما وجدنا لأكثرهم من طاعة لأنبيائهم ، لأنه قال بعده: وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين وتكون من في هذا الموضع على هذا التأويل زائدة. والثاني: أنه محمول على ظاهر العهد أي من وفاء بعهده. وفي المراد بالعهد هنا ثلاثة أقاويل. أحدها: الميثاق الذي أخذه الله عليهم في ظهر آدم قاله أبو جعفر الطبري. والثاني: ما جعله الله في عقولهم من وجوب شكر النعمة ، وأن الله هو المنعم ، قاله علي بن عيسى. والثالث: أنه ما عهد إليهم مع الأنبياء أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ، قاله الحسن وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين في قوله لفاسقين وجهان: أحدهما: خارجين عن طاعته. والثاني: خائنين في عهده ، وهذا يدل على أن العصاة أكثر من المطيعين.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية