الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              5353 سورة الأعراف : باب في قوله تعالى : « خذوا زينتكم عند كل مسجد

                                                                                                                              وأورده النووي ، في : (كتاب التفسير ) .

                                                                                                                              (حديث الباب )

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 162 ج 18 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن ابن عباس ؛ قال : كانت المرأة تطوف بالبيت ، وهي عريانة ، فتقول : من يعيرني تطوافا ، تجعله على فرجها وتقول :


                                                                                                                              اليوم يبدو بعضه ، أو كله فما بدا منه ، فلا أحله



                                                                                                                              فنزلت هذه الآية : خذوا زينتكم عند كل مسجد » ) . [ ص: 689 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 689 ] (الشرح)

                                                                                                                              (عن ابن عباس ) رضي الله عنهما ؛ (قال : كانت المرأة تطوف بالبيت ، وهي عريانة ، فتقول : من يعيرني تطوافا ) بكسر التاء . وهو ثوب تلبسه المرأة ، تطوف به .

                                                                                                                              وكان أهل الجاهلية : يطوفون عراة ، ويرمون ثيابهم ، ويتركونها ملقاة على الأرض ، ولا يأخذونها أبدا ، ويتركونها تداس بالأرجل حتى تبلى . ويسمى : «الإلقاء » . حتى جاء الإسلام ، فأمر الله تعالى بستر العورة .

                                                                                                                              (تجعله على فرجها ، وتقول :


                                                                                                                              اليوم يبدو بعضه ، أو كله فما بدا منه ، فلا أحله



                                                                                                                              فنزلت هذه الآية : « خذوا زينتكم عند كل مسجد ) .

                                                                                                                              أمر الله تعالى : بستر العورة ، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : «لا يطوف بالبيت عريان » .

                                                                                                                              قال في(فتح البيان ): هذا خطاب لجميع بني آدم ، وإن كان واردا على سبب خاص . فالاعتبار بعموم اللفظ ، لا بخصوص السبب .

                                                                                                                              «والزينة » : ما يتزين به الناس ، من الملبوس .

                                                                                                                              أمروا بالتزين عند الحضور إلى المساجد : للصلاة ، والطواف .

                                                                                                                              [ ص: 690 ] قال : وقد استدل بالآية على : وجوب ستر العورة في الصلاة ، وإليه ذهب جمهور أهل العلم ، بل سترها واجب : في كل حال من الأحوال ، وإن كان الرجل خاليا ، كما دلت عليه الأحاديث الصحيحة . انتهى .




                                                                                                                              الخدمات العلمية