الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            ( وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين ) ثم قال تعالى : ( وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين ) .

                                                                                                                                                                                                                                            وهذا متعلق بما تقدم من قوله تعالى : ( ياحسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون ) [ يس : 30 ] ، ( وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين ) يعني إذا جاءتهم الرسل كذبوهم فإذا أتوا بالآيات أعرضوا عنها وما التفتوا إليها ، وقوله : ( ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون ) [ يس : 31 ] إلى قوله : ( لعلكم ترحمون ) كلام بين كلامين متصلين ويحتمل أن يقال هو متصل بما قبله من الآية وبيانه هو أنه تعالى لما قال : (وإذا قيل لهم اتقوا ) وكان فيه تقدير أعرضوا ، قال : ليس إعراضهم مقتصرا على ذلك بل هم عن كل آية معرضون ، أو يقال إذا قيل لهم اتقوا اقترحوا آيات مثل إنزال الملك وغيره ، فقال : ( وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين ) وعلى هذا كانوا في المعنى يكون زائدا معناه إلا يعرضون عنها أي : لا تنفعهم الآيات ومن كذب بالبعض هان عليه التكذيب بالكل .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية