257 [ ص: 180 ] [ ص: 181 ] كتاب صلاة الليل [ ص: 182 ] [ ص: 183 ] باب ما جاء في صلاة الليل
227 - مالك ، عن ، عن محمد بن المنكدر ، عن رجل عنده رضا ، عن سعيد بن جبير عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " " . ما من امرئ تكون له صلاة بليل يغلبه عليها نوم إلا كتب له أجر صلاته ، وكان نومه عليه صدقة
كتاب صلاة الليل
التالي
السابق
6392 - الرجل الرضي المذكور في هذا الإسناد هو ، [ ص: 184 ] وهو رضي عند الجميع . الأسود بن يزيد
6393 - وقد ذكرنا من رواه عن ، عن محمد بن المنكدر ، [ ص: 185 ] عن سعيد بن جبير الأسود ، عن عائشة في " التمهيد " .
6394 - وروى سفيان ، عن أبي إسحاق ، قال : قالت - : ما عائشة - أم المؤمنين بالعراق أحد أعجب إلي من . الأسود بن يزيد
6395 - ويقال : حج الأسود ستين من بين حجة وعمرة .
6396 - وفي هذا الحديث ما يدل على أن المرء مجازى على ما نوى من عمل الخير وإن لم يعمله كما لو عمله ، إذا لم يحبسه عنه شغل دنيا مباحا أو مكروها ، وكان المانع له عذرا من الله لا ينفك منه .
6397 - وقد روي مثل حديث عائشة هذا من حديث وهو مذكور في " التمهيد " . أبي الدرداء
[ ص: 186 ] 6398 - وهذا تفضل من الله على عباده المؤمنين يجازيهم بما وفقهم له إذا عملوه ، وإن حال دون العمل حائل جازى صاحبه على النية فيه .
6399 - وقد ذكرنا في " التمهيد " إسناد قوله - صلى الله عليه وسلم - : ، نية المؤمن خير من عمله ، وكل يعمل على نيته ونية الفاجر شر من عمله " .
6400 - ومعنى هذا الحديث - والله أعلم - أن . النية بغير عمل خير من العمل بلا نية
6401 - وتفسير ذلك أن العمل بلا نية لا يرفع ولا يصعد ، والنية الحسنة تنفع بلا عمل ولا ينفع العمل بغير نية .
6402 - ويحتمل أن يكون المعنى : نية المؤمن في الأعمال الصالحة أكثر مما يقوى عليه منها ، ونية الفاجر في أعمال الشر أكثر مما يعمله منها ، ولو أنه يعمل كلما ينوي عمله من الشر أهلك الحرث والنسل .
6403 - وقد روى أبو هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " وابن عباس من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة " .
6404 - إلا أن في حديث : فإن عملها كتبت عشرا ، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة ، وفي حديث ابن عباس : من هم بحسنة فعملها كتبت عشرا إلى سبعمائة ، أبي هريرة ، وإن عملها كتبت . ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب
[ ص: 187 ] 6405 - فحديث مخالف لحديث أبي هريرة فيمن هم بسيئة فلم يعملها . ابن عباس
6406 - وقد يحتمل أن يكون معنى ما روى نحو معنى قول الله تعالى : " ابن عباس ولمن خاف مقام ربه جنتان " ( الرحمن : 46 ) .
6407 - وروي عن ابن عباس ، ومجاهد ، ، قالوا : هو الرجل يهم بالمعصية ثم يتركها خوف الله تعالى . وإبراهيم النخعي
6408 - وقد ذكرنا في " التمهيد " حديث أنس تبوك : " إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ، ولا قطعتم واديا ، ولا أنفقتم من نفقة إلا وهم معكم " . قالوا : كيف يكونون معنا يا رسول الله وهم بالمدينة ؟ قال : " نعم حبسهم العذر " . أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأصحابه في غزوة
6409 - وحديث أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " أبي موسى الأشعري " . من كان له عمل فشغله عنه علة أو سفر ، فإنه يكتب له كصالح ما كان يعمل وهو صحيح مقيم
[ ص: 188 ] 6410 - وفي حديث ، عن زيد بن أسلم في " الموطأ " قوله - صلى الله عليه وسلم - في المريض : " عطاء بن يسار " . إنه يكتب له أجر ما كان يعمل في صحته ما دام في وثاق مرضه
6411 - هذا معنى الحديث لا لفظه وقد زدنا هذا المعنى بيانا في " التمهيد " .
6412 - والذي جاء له حديث هذا الباب هو ما تضمنته رحمته في صلاة الليل يريد الترغيب فيها .
6413 - قال أبو عمر : وهي عندي سنة مسنونة ، لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يفعلها ويواظب عليها . صلاة الليل من أفضل نوافل الخير
6414 - وقد قال قوم : إن وسنة لأمته . صلاة الليل واجبة على النبي
6415 - وهذا لا أعرف وجهه ، لأن الله تعالى يقول : " ومن الليل فتهجد به نافلة لك " ( الإسراء : 79 ) .
6416 - وقال قوم : أمره بقيام الليل ، وقوله تعالى : " نافلة لك " أي فضيلة .
6417 - ونسخ الأمر بقيام الليل عن سائر أمته مجتمع عليه بقول الله عز وجل : " علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن " ( المزمل : 20 ( [ ص: 189 ] 6418 - وهذا ندب لأن الفرائض محدودات .
6419 - وقد شذ بعض التابعين فأوجب قيام الليل ولو قدر حلب شاة .
6420 - والذي عليه جماعة العلماء أنه مندوب إليه مرغوب فيه .
6421 - قاله : فضل صلاة الليل على صلاة النهار كفضل صدقة السر على صدقة العلانية . عبد الله بن مسعود
6422 - وروى ، عن وكيع سفيان ، عن ، عن علي بن الأقمر الأغر أبي مسلم عن أبي هريرة وأبي سعيد قالا : إذا أيقظ الرجل أهله فصليا من الليل كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات .
6423 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " " . رحم الله رجلا قام من الليل فصلى ثم أيقظ أهله فصلوا ، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت ثم أيقظت زوجها [ ص: 190 ] فصلى
6424 - وحدثنا ، قال : حدثنا عبد الوارث بن سفيان ، قال : حدثنا قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد ، قال : حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد زمعة بن صالح ، عن سلمة بن وهرام ، عن عكرمة ، عن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " ابن عباس " . استعينوا على قيام الليل بقيلولة النهار ، واستعينوا على الصيام بأكلة السحر
[ ص: 191 ] 6425 - وفي هذا الباب حديث منكر انفرد به ثابت بن موسى أبو يزيد الكوفي ، وهو منكر الحديث رماه بالكذب . ابن معين
[ ص: 192 ] 6426 - حدثناه ، قال : حدثنا خلف بن قاسم أبو بكر محمد بن العباس بن وصيف الأبزاري بغزة ، قال : حدثنا ، قال : وحدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة عمران بن موسى الطائي ، عن ثابت بن موسى الطائي قال : حدثنا شريك ، عن ، عن الأعمش أبي سفيان ، عن جابر ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " " . من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار
6393 - وقد ذكرنا من رواه عن ، عن محمد بن المنكدر ، [ ص: 185 ] عن سعيد بن جبير الأسود ، عن عائشة في " التمهيد " .
6394 - وروى سفيان ، عن أبي إسحاق ، قال : قالت - : ما عائشة - أم المؤمنين بالعراق أحد أعجب إلي من . الأسود بن يزيد
6395 - ويقال : حج الأسود ستين من بين حجة وعمرة .
6396 - وفي هذا الحديث ما يدل على أن المرء مجازى على ما نوى من عمل الخير وإن لم يعمله كما لو عمله ، إذا لم يحبسه عنه شغل دنيا مباحا أو مكروها ، وكان المانع له عذرا من الله لا ينفك منه .
6397 - وقد روي مثل حديث عائشة هذا من حديث وهو مذكور في " التمهيد " . أبي الدرداء
[ ص: 186 ] 6398 - وهذا تفضل من الله على عباده المؤمنين يجازيهم بما وفقهم له إذا عملوه ، وإن حال دون العمل حائل جازى صاحبه على النية فيه .
6399 - وقد ذكرنا في " التمهيد " إسناد قوله - صلى الله عليه وسلم - : ، نية المؤمن خير من عمله ، وكل يعمل على نيته ونية الفاجر شر من عمله " .
6400 - ومعنى هذا الحديث - والله أعلم - أن . النية بغير عمل خير من العمل بلا نية
6401 - وتفسير ذلك أن العمل بلا نية لا يرفع ولا يصعد ، والنية الحسنة تنفع بلا عمل ولا ينفع العمل بغير نية .
6402 - ويحتمل أن يكون المعنى : نية المؤمن في الأعمال الصالحة أكثر مما يقوى عليه منها ، ونية الفاجر في أعمال الشر أكثر مما يعمله منها ، ولو أنه يعمل كلما ينوي عمله من الشر أهلك الحرث والنسل .
6403 - وقد روى أبو هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " وابن عباس من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة " .
6404 - إلا أن في حديث : فإن عملها كتبت عشرا ، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة ، وفي حديث ابن عباس : من هم بحسنة فعملها كتبت عشرا إلى سبعمائة ، أبي هريرة ، وإن عملها كتبت . ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب
[ ص: 187 ] 6405 - فحديث مخالف لحديث أبي هريرة فيمن هم بسيئة فلم يعملها . ابن عباس
6406 - وقد يحتمل أن يكون معنى ما روى نحو معنى قول الله تعالى : " ابن عباس ولمن خاف مقام ربه جنتان " ( الرحمن : 46 ) .
6407 - وروي عن ابن عباس ، ومجاهد ، ، قالوا : هو الرجل يهم بالمعصية ثم يتركها خوف الله تعالى . وإبراهيم النخعي
6408 - وقد ذكرنا في " التمهيد " حديث أنس تبوك : " إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ، ولا قطعتم واديا ، ولا أنفقتم من نفقة إلا وهم معكم " . قالوا : كيف يكونون معنا يا رسول الله وهم بالمدينة ؟ قال : " نعم حبسهم العذر " . أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأصحابه في غزوة
6409 - وحديث أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " أبي موسى الأشعري " . من كان له عمل فشغله عنه علة أو سفر ، فإنه يكتب له كصالح ما كان يعمل وهو صحيح مقيم
[ ص: 188 ] 6410 - وفي حديث ، عن زيد بن أسلم في " الموطأ " قوله - صلى الله عليه وسلم - في المريض : " عطاء بن يسار " . إنه يكتب له أجر ما كان يعمل في صحته ما دام في وثاق مرضه
6411 - هذا معنى الحديث لا لفظه وقد زدنا هذا المعنى بيانا في " التمهيد " .
6412 - والذي جاء له حديث هذا الباب هو ما تضمنته رحمته في صلاة الليل يريد الترغيب فيها .
6413 - قال أبو عمر : وهي عندي سنة مسنونة ، لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يفعلها ويواظب عليها . صلاة الليل من أفضل نوافل الخير
6414 - وقد قال قوم : إن وسنة لأمته . صلاة الليل واجبة على النبي
6415 - وهذا لا أعرف وجهه ، لأن الله تعالى يقول : " ومن الليل فتهجد به نافلة لك " ( الإسراء : 79 ) .
6416 - وقال قوم : أمره بقيام الليل ، وقوله تعالى : " نافلة لك " أي فضيلة .
6417 - ونسخ الأمر بقيام الليل عن سائر أمته مجتمع عليه بقول الله عز وجل : " علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن " ( المزمل : 20 ( [ ص: 189 ] 6418 - وهذا ندب لأن الفرائض محدودات .
6419 - وقد شذ بعض التابعين فأوجب قيام الليل ولو قدر حلب شاة .
6420 - والذي عليه جماعة العلماء أنه مندوب إليه مرغوب فيه .
6421 - قاله : فضل صلاة الليل على صلاة النهار كفضل صدقة السر على صدقة العلانية . عبد الله بن مسعود
6422 - وروى ، عن وكيع سفيان ، عن ، عن علي بن الأقمر الأغر أبي مسلم عن أبي هريرة وأبي سعيد قالا : إذا أيقظ الرجل أهله فصليا من الليل كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات .
6423 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " " . رحم الله رجلا قام من الليل فصلى ثم أيقظ أهله فصلوا ، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت ثم أيقظت زوجها [ ص: 190 ] فصلى
6424 - وحدثنا ، قال : حدثنا عبد الوارث بن سفيان ، قال : حدثنا قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد ، قال : حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد زمعة بن صالح ، عن سلمة بن وهرام ، عن عكرمة ، عن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " ابن عباس " . استعينوا على قيام الليل بقيلولة النهار ، واستعينوا على الصيام بأكلة السحر
[ ص: 191 ] 6425 - وفي هذا الباب حديث منكر انفرد به ثابت بن موسى أبو يزيد الكوفي ، وهو منكر الحديث رماه بالكذب . ابن معين
[ ص: 192 ] 6426 - حدثناه ، قال : حدثنا خلف بن قاسم أبو بكر محمد بن العباس بن وصيف الأبزاري بغزة ، قال : حدثنا ، قال : وحدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة عمران بن موسى الطائي ، عن ثابت بن موسى الطائي قال : حدثنا شريك ، عن ، عن الأعمش أبي سفيان ، عن جابر ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " " . من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار