الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 506 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( أم اتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولي وهو يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير ( 9 ) وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب ( 10 ) )

يقول - تعالى ذكره - : أم اتخذ هؤلاء المشركون بالله أولياء من دون الله يتولونهم . ( فالله هو الولي ) يقول : فالله هو ولي أوليائه ، وإياه فليتخذوا وليا لا الآلهة والأوثان ، ولا ما لا يملك لهم ضرا ولا نفعا . ( وهو يحيي الموتى ) يقول : والله يحيي الموتى من بعد مماتهم ، فيحشرهم يوم القيامة . ( وهو على كل شيء قدير ) يقول : والله القادر على إحياء خلقه من بعد مماتهم وعلى غير ذلك ، إنه ذو قدرة على كل شيء .

وقوله : ( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ) يقول - تعالى ذكره - : وما اختلفتم أيها الناس فيه من شيء فتنازعتم بينكم ، فحكمه إلى الله . يقول : فإن الله هو الذي يقضي بينكم ويفصل فيه الحكم .

كما حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : ( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ) قال ابن عمرو في حديثه : فهو يحكم فيه ، وقال الحارث : فالله يحكم فيه .

وقوله : ( ذلكم الله ربي عليه توكلت ) يقول لنبيه - صلى الله عليه وسلم - : قل لهؤلاء المشركين بالله هذا الذي هذه الصفات صفاته ربي ، لا آلهتكم التي تدعون من دونه ، التي لا تقدر على شيء ( عليه توكلت ) في أموري ، وإليه فوضت أسبابي ، وبه وثقت ( وإليه أنيب ) يقول : وإليه أرجع في أموري وأتوب من ذنوبي .

التالي السابق


الخدمات العلمية