الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              5359 باب في سورة براءة والأنفال والحشر

                                                                                                                              وهو في النووي ، في آخر (كتاب التفسير ) .

                                                                                                                              [ ص: 698 ] (حديث الباب )

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 165 ج 18 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن سعيد بن جبير ؛ قال : قلت لابن عباس : سورة التوبة ؛ قال : آلتوبة ؟

                                                                                                                              قال : بل هي الفاضحة ، ما زالت تنزل : «ومنهم » و «منهم » ، حتى ظنوا أن لا يبقى منا أحد ، إلا ذكر فيها .

                                                                                                                              قال : قلت : سورة الأنفال . قال : تلك سورة بدر .

                                                                                                                              قال : قلت : فالحشر . قال : نزلت في بني النضير ) .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن سعيد بن جبير ؛ قال : قلت لابن عباس : سورة التوبة . قال : التوبة ؟ قال : بل هي الفاضحة ، ما زالت تنزل : «ومنهم » «ومنهم » ، حتى ظنوا أن لا يبقى منا أحد ، إلا ذكر فيها .

                                                                                                                              قال : قلت : سورة الأنفال . قال : تلك سورة بدر .

                                                                                                                              قال : قلت : فالحشر . قال : نزلت في بني النضير ) .

                                                                                                                              [ ص: 699 ] قال في (فتح البيان ) : سورة براءة (مائة وثلاثون آية ) . وقيل : (مائة وسبع وعشرون آية ) .

                                                                                                                              ولها أسماء ؛ منها : سورة «التوبة » ، لأن فيها ذكر التوبة على المؤمنين .

                                                                                                                              وتسمى : (الفاضحة ) .

                                                                                                                              وتسمى : (البحوث ) ، لأنها تبحث عن أسرار المنافقين .

                                                                                                                              وتسمى : (المبعثرة ) . «والبعثرة » : البحث .

                                                                                                                              وتسمى أيضا بأسماء أخر ، كلها بصيغة اسم الفاعل ، إلا «البحوث » بفتح الباء : صيغة مبالغة .

                                                                                                                              وهي مدنية . قال القرطبي : باتفاق .

                                                                                                                              قال : وسورة الأنفال ، صرح كثير من المفسرين بأنها : مدنية .

                                                                                                                              قال ابن عباس : تلك سورة بدر . وفي لفظ : «نزلت في بدر » .

                                                                                                                              وجملة آياتها : خمس - أو ست - أو سبع : وسبعون آية .

                                                                                                                              وقد «كان النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم : يقرؤها في صلاة المغرب » كما أخرجه الطبراني ، بسند صحيح : عن « أبي أيوب » .

                                                                                                                              قال : وسورة الحشر أربع وعشرون آية ، وهي مدنية . قال القرطبي : في قول الجميع .

                                                                                                                              [ ص: 700 ] وقال ابن عباس : نزلت بالمدينة . وعن ابن الزبير مثله .

                                                                                                                              وأخرج الشيخان ، عن سعيد بن جبير ؛ قال : قلت لابن عباس : سورة الحشر . قال «سورة النضير » يعني : أنها نزلت في بني النضير ، كما صرح بذلك ، في بعض الروايات .




                                                                                                                              الخدمات العلمية