الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال : وهو على ثلاث درجات . الدرجة الأولى : علم جلي . به يقع العيان . واستفاضة صحيحة ، أو صحة تجربة قديمة .

يريد بالجلي : الظاهر ، الذي لا خفاء به . وجعله ثلاثة أنواع .

أحدها : ما وقع عن عيان . وهو البصر .

والثاني : ما استند إلى السمع . وهو علم الاستفاضة .

والثالث : ما استند إلى العقل . وهو علم التجربة .

فهذه الطرق الثلاثة - وهي السمع ، والبصر ، والعقل - هي طرق العلم وأبوابه ولا تنحصر طرق العلم فيما ذكره . فإن سائر الحواس توجب العلم .

[ ص: 443 ] وكذا ما يدرك بالباطن . وهي الوجدانيات .

وكذا ما يدرك بخبر المخبر الصادق ، وإن كان واحدا .

وكذا ما يحصل بالفكر والاستنباط . وإن لم يكن عن تجربة .

فالعلم لا يتوقف على هذه الثلاثة التي ذكرها فقط .

والفرق بينه وبين المعرفة من وجوه ثلاثة .

أحدها : أن المعرفة لب العلم ، ونسبة العلم إليها كنسبة الإيمان إلى الإحسان . وهي علم خاص ، متعلقها أخفى من متعلق العلم وأدق .

والثاني : أن المعرفة هي العلم الذي يراعيه صاحبه بموجبه ومقتضاه . فهي علم تتصل به الرعاية .

والثالث : أن المعرفة شاهد لنفسها ، وهي بمنزلة الأمور الوجدانية ، التي لا يمكن صاحبها أن يشك فيها ، ولا ينتقل عنها .

وكشف المعرفة أتم من كشف العلم . والله سبحانه وتعالى أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية