الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم دخلت سنة خمس من الهجرة

فمن الحوادث فيها: غزاة ذات الرقاع

وكانت في المحرم ، وإنما سميت ذات الرقاع ، لأنها كانت عند جبل فيه سواد وبياض وحمرة ، فسميت بذلك . [ ص: 215 ]

وكان سببها ، أن قادما قدم المدينة بجلب له ، فأخبر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنمارا وثعلبة قد جمعوا لهم الجموع ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف على المدينة عثمان بن عفان ، وخرج ليلة السبت لعشر خلون من المحرم في أربعمائة ، وقيل: في سبعمائة ، فمضى حتى أتى محالهم بذات الرقاع - وهو جبل - فلم يجد إلا نسوة ، فأخذهن وفيهن جارية وضيئة ، فهربت الأعراب إلى رءوس الجبال ، فخاف المسلمون أن يغيروا عليهم ، فصلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف ، وكان أول ما صلاها .

وانصرف راجعا إلى المدينة ، فابتاع من جابر بن عبد الله جمله وناقته ، وشرط له ظهره إلى المدينة وسأله عن دين أبيه فأخبره ، فقال: إذا قدمت المدينة فأردت أن تجذ نخلك فأذني ، واستغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جابر في تلك الليلة خمسا وعشرين مرة ،
وكانت غيبته خمس عشرة ليلة ، وبعث جعال بن سراقة بشيرا إلى المدينة بالسلامة .

التالي السابق


الخدمات العلمية