الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4752 (29) باب في عذاب المتكبر والمتألي على الله ، وإثم من قال : هلك الناس ، ومدح المتواضع الخامل

                                                                                              [ 2532 ] عن أبي سعيد ، وأبي هريرة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " العز إزاره، والكبرياء رداؤه ، فمن ينازعني عذبته" .

                                                                                              رواه مسلم (2620).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              (29) ومن باب : عذاب المتكبر والمتألي

                                                                                              (قوله : " العز إزاره ، والكبرياء رداؤه ، فمن ينازعني عذبته ") كذا جاء هذا اللفظ في كتاب مسلم ، مفتتحا بخطاب الغيبة ، ثم خرج إلى الحضور ، وهذا على نحو قوله تعالى : حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم [يونس: 22] فخرج من خطاب الحضور إلى الغيبة ، وهي طريقة عربية معروفة . وقد جاء هذا الحديث في غير كتاب مسلم : " الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحدا منهما قصمته ثم ألقيته في النار " . وأصل الإزار : الثوب الذي يشد على الوسط . والرداء ما [ ص: 607 ] يجعل على الكتفين ، ولما كان هذان الثوبان يخصان اللابس بحيث لا يستغني عنهما ، ولا يقبلان المشاركة ، عبر الله تعالى عن العز بالإزار ، وعن الكبرياء بالرداء ، على جهة الاستعارة المستعملة عند العرب ، كما قال : ولباس التقوى ذلك خير [الأعراف: 26] فاستعار للتقوى لباسا ، وكما قال صلى الله عليه وسلم : " من أسر سريرة ألبسه الله رداءها " . وكما قال : " البسوا قناع المخافة ، وادرعوا لباس الخشية " . وهم يقولون : فلان شعاره الزهد والورع ، ودثاره التقوى ، وهو كثير . ومقصود هذه الاستعارة الحسنة : أن العز والعظمة والكبرياء ، من أوصاف الله تعالى الخاصة به ، التي لا تنبغي لغيره . فمن تعاطى شيئا منها أذله الله تعالى وصغره وحقره وأهلكه ، كما قد أظهر الله تعالى من سنته في المتكبرين السابقين واللاحقين .




                                                                                              الخدمات العلمية