الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب في الجنائب

                                                                      2568 حدثنا محمد بن رافع حدثنا ابن أبي فديك حدثني عبد الله بن أبي يحيى عن سعيد بن أبي هند قال قال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تكون إبل للشياطين وبيوت للشياطين فأما إبل الشياطين فقد رأيتها يخرج أحدكم بجنيبات معه قد أسمنها فلا يعلو بعيرا منها ويمر بأخيه قد انقطع به فلا يحمله وأما بيوت الشياطين فلم أرها كان سعيد يقول لا أراها إلا هذه الأقفاص التي يستر الناس بالديباج

                                                                      التالي السابق


                                                                      جمع جنيبة ، قال في القاموس : جنبه جنبا محركة قاده إلى جنبه فهو جنيب ومجنوب ومجنب وخيل جنائب .

                                                                      ( تكون ) : أي توجد ( إبل للشياطين ) : يريد بها المعدة للتكاثر والتفاخر ولم يقصد بها أمرا مشروعا ( وبيوت للشياطين ) : أي إذا كانت زائدة على قدر الحاجة أو للرياء والسمعة ( بجنيبات ) : جمع جنيبة وهي الدابة التي تقاد ، والمراد التي ليس عليها راكب ، كذا في فتح الودود ، وفي بعض النسخ بنجيبات جمع نجيبة وهي الناقة المختارة ( فلا يعلو ) : أي لا يركب ( ويمر ) : أي في السفر ( بأخيه ) : أي في الدين ( وقد انقطع به ) : على صيغة المجهول أي كل عن السير فالضمير للرجل المنقطع به نائب الفاعل والجملة حال ( فلا يحمله ) : أي أخاه الضعيف عليها ( كان سعيد ) : هو ابن أبي هند التابعي الراوي عن أبي هريرة ( لا أراها ) : بضم الهمزة أي لا أظنها ( إلا هذه الأقفاص ) : أي المحامل والهوادج التي يتخذها المترفون في الأسفار .

                                                                      واعلم أنه قال القاضي : إن قوله " فأما إبل الشياطين إلى قوله فلم أرها " من كلام أبي هريرة لا من قول النبي صلى الله عليه وسلم قال : عين الصحابي من أصناف هذا النوع من الإبل صنفا وهو جنيبات سمان يسوقها الرجل معه في سفره فلا يركبها ولا يحتاج إليها في حمل متاعه ثم إنه يمر بأخيه المسلم قد انقطع به من الضعف والعجز فلا يحمله ، وعين التابعي صنفا من [ ص: 192 ] البيوت وهو الأقفاص المحلاة بالديباج .

                                                                      وقال في الأشراف : ليس في الحديث ما يدل عليه بل نظم الحديث دليل على أن جميعه إلى قوله : فلم أرها من قول النبي صلى الله عليه وسلم وعلى هذا فمعناه أنه صلى الله عليه وسلم قال : فأما إبل الشيطان فقد رأيتها إلى قوله فلا يحمله وأما بيوت الشيطان فلم أرها ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم ير من الهوادج والمحامل التي يأخذها المترفون في الأسفار .

                                                                      كذا في المرقاة .

                                                                      قال المنذري : قال أبو حاتم الرازي : سعيد بن أبي هند لم يلق أبا هريرة وفي كلام البخاري ما يدل على ذلك .




                                                                      الخدمات العلمية