الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              5003 [ ص: 719 ] باب في قوله تعالى : « أفرأيت الذي كفر بآياتنا

                                                                                                                              وهو في النووي ، في : (باب صفة القيامة ، والجنة والنار ) .

                                                                                                                              (حديث الباب )

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 138 ج 17 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              قال الإمام مسلم : (حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وعبد الله بن سعيد الأشج -واللفظ لعبد الله- ؛ قالا : حدثنا وكيع ، حدثنا الأعمش عن أبي الضحى ، عن مسروق ، عن خباب ؛ قال : كان لي على «العاص بن وائل » دين ، فأتيته أتقاضاه .

                                                                                                                              فقال لي : لن أقضيك ، حتى تكفر بمحمد .

                                                                                                                              قال : فقلت له : إني لن أكفر بمحمد ، حتى تموت ثم تبعث .

                                                                                                                              قال : وإني لمبعوث من بعد الموت ؟ فسوف أقضيك ، إذا رجعت إلى مال وولد .

                                                                                                                              قال وكيع : كذا قال الأعمش . قال : فنزلت هذه الآية : أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال : لأوتين مالا وولدا إلى قوله ويأتينا فردا ) .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن خباب ) ؛ قال : (كان لي على «العاص بن وائل » دين ، فأتيته [ ص: 720 ] أتقاضاه . فقال لي : لن أقضيك ، حتى تكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم قال : فقلت له : إني لن أكفر بمحمد ، حتى تموت ثم تبعث .

                                                                                                                              قال : وإني لمبعوث من بعد الموت ؟ فسوف أقضيك ، إذا رجعت إلى مال وولد . قال وكيع : كذا قال الأعمش . قال : فنزلت هذه الآية : « أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا » إلى قوله : ويأتينا فردا ) تمام الآية الشريفة - بعد قوله ولدا - هكذا : « أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا . ونرثه ما يقول ويأتينا فردا . أي : لا مال له ، ولا ولد ، ولا عشيرة ، بل نسلبه ذلك . فكيف يطمع في أن نعطيه . والله أعلم . وانظر تفسير هذه الآية في(فتح البيان )، فإن المقام لا يتسع لذكره على التمام .




                                                                                                                              الخدمات العلمية