الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم

                                                                                                                                                                                                قرئ : "هذا يوم ينفع" بالرفع والإضافة ، وبالنصب إما على أنه ظرف لـ “قال" وإما على أن "هذا" مبتدأ ، والظرف خبر ، ومعناه : هذا الذي ذكرنا من كلام عيسى واقع يوم ينفع ، ولا يجوز أن يكون فتحا ، كقوله تعالى : يوم لا تملك [الانفطار : 19] لأنه مضاف إلى متمكن ، وقرأ الأعمش : "يوم ينفع" بالتنوين ، كقوله تعالى : واتقوا يوما لا تجزي نفس [ ص: 319 ] [البقرة : 48] فإن قلت : ما معنى قوله : ينفع الصادقين صدقهم؟ إن أريد صدقهم في الآخرة فليست الآخرة بدار عمل ، وإن أريد صدقهم في الدنيا فليس بمطابق لما ورد فيه ; لأنه في معنى الشهادة لعيسى -عليه السلام - بالصدق فيما يجيب به يوم القيامة؟ قلت : معناه الصدق المستمر بالصادقين في دنياهم وآخرتهم ، وعن قتادة : متكلمان تكلما يوم القيامة . أما إبليس فقال : إن الله وعدكم وعد الحق ، فصدق يومئذ وكان قبل ذلك كاذبا ، فلم ينفعه صدقه ، وأما عيسى - عليه السلام - فكان صادقا في الحياة وبعد الممات فنفعه صدقه .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية