nindex.php?page=treesubj&link=28328_28723_29677_29693_30232_30525_30803_33678_34308_34310_34315_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152 (ولقد صدقكم الله وعده) قال
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي: لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من
أحد ، قال قوم منهم: من أين أصابنا هذا ، وقد وعدنا الله النصر؟ فنزلت هذه الآية . وقال المفسرون: وعد الله تعالى المؤمنين النصر
بأحد ، فنصرهم ، فلما خالفوا ، وطلبوا الغنيمة ، هزموا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: ما نصر رسول الله صلى الله عليه وسلم في موطن ما نصر في
أحد ، فأنكر ذلك عليه ، فقال: بيني وبينكم كتاب الله ، إن الله يقول:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152 (ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه) فأما الحس ، فهو القتل ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد ، nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي ، والجماعة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة: تحسونهم ، أي: تستأصلونهم بالقتل ، يقال: سنة حسوس: إذا أتت على كل شيء ، وجراد محسوس: إذا قتله البرد .
وفي قوله تعالى: (بإذنه) ثلاثة أقوال
[ ص: 476 ] أحدها: بأمره ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . والثاني: بعلمه ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج .
والثالث: بقضائه ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12033أبو سليمان الدمشقي .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152حتى إذا فشلتم قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: أي: جبنتم .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152 (وتنازعتم) أي: اختلفتم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152من بعد ما أراكم ما تحبون يعني: النصرة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء: فيه تقديم وتأخير ، معناه: حتى إذا تنازعتم في الأمر ، فشلتم وعصيتم ، وهذه الواو زائدة ، كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=103فلما أسلما وتله للجبين nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=104وناديناه [ الصافات: 103 ] معناه: ناديناه . فأما تنازعهم ، فإن بعض الرماة قال: قد انهزم المشركون ، فما يمنعنا من الغنيمة؟ وقال بعضهم: بل نثبت مكاننا كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فترك المركز بعضهم ، وطلب الغنيمة ، وتركوا مكانهم ، فذلك عصيانهم ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أوصاهم:
"لو رأيتم الطير تخطفنا فلا تبرحوا من مكانكم" .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152 (منكم من يريد الدنيا) قال المفسرون: هم الذين طلبوا الغنيمة ، وتركوا مكانهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152 (ومنكم من يريد الآخرة) وهم الذين ثبتوا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود: ما كنت أظن أحدا من أصحاب
محمد يريد الدنيا حتى نزلت هذه الآية .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152 (صرفكم عنهم) أي: ردكم عن المشركين بقتلكم وهزيمتكم .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152 (ليبتليكم) أي: ليختبركم ، فيبين الصابر من الجازع .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152 (ولقد عفا عنكم) فيه قولان .
أحدهما: عفا عن عقوبتكم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
والثاني: عفا عن استئصالكم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن . وكان يقول: هؤلاء مع رسول الله في سبيل الله غضاب لله ، يقاتلون في سبيل الله ، نهوا عن شيء فضيعوه ، فما تركوا حتى غموا بهذا الغم ، والفاسق اليوم يتجرم كل كبيرة ، ويركب كل داهية ، ويزعم أن لا بأس عليه ، فسوف يعلم .
[ ص: 477 ] قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152 (والله ذو فضل على المؤمنين) فيه قولان .
أحدهما: إذ عفا عنهم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . والثاني: إذ لم يقتلوا جميعا ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل .
nindex.php?page=treesubj&link=28328_28723_29677_29693_30232_30525_30803_33678_34308_34310_34315_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مِنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مِنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152 (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ) قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ: لَمَّا رَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ مِنْ
أُحُدٍ ، قَالَ قَوْمٌ مِنْهُمْ: مِنْ أَيْنَ أَصَابَنَا هَذَا ، وَقَدْ وَعَدَنَا اللَّهُ النَّصْرَ؟ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآَيَةُ . وَقَالَ الْمُفَسِّرُونَ: وَعَدَ اللَّهُ تَعَالَى الْمُؤْمِنِينَ النَّصْرَ
بِأُحُدٍ ، فَنَصَرَهُمْ ، فَلَمَّا خَالَفُوا ، وَطَلَبُوا الْغَنِيمَةَ ، هُزِمُوا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا نُصِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَوْطِنٍ مَا نُصِرَ فِي
أُحُدٍ ، فَأُنْكِرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ: بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ ، إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152 (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ) فَأَمَّا الْحِسُّ ، فَهُوَ الْقَتْلُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ ، nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ ، وَالْجَمَاعَةُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ: تَحُسُّونَهُمْ ، أَيْ: تَسْتَأْصِلُونَهُمْ بِالْقَتْلِ ، يُقَالُ: سَنَةٌ حَسُوسٌ: إِذَا أَتَتْ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ، وَجَرَادٌ مَحْسُوسٌ: إِذَا قَتَلَهُ الْبَرْدُ .
وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (بِإِذْنِهِ) ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ
[ ص: 476 ] أَحَدُهَا: بِأَمْرِهِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ . وَالثَّانِي: بِعِلْمِهِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ .
وَالثَّالِثُ: بِقَضَائِهِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12033أَبُو سُلَيْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: أَيْ: جَبُنْتُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152 (وَتَنَازَعْتُمْ) أَيِ: اخْتَلَفْتُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ يَعْنِي: النُّصْرَةَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ: فِيهِ تَقْدِيمٌ وَتَأْخِيرٌ ، مَعْنَاهُ: حَتَّى إِذَا تَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ ، فَشِلْتُمْ وَعَصَيْتُمْ ، وَهَذِهِ الْوَاوُ زَائِدَةٌ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=103فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=104وَنَادَيْنَاهُ [ الصَّافَّاتِ: 103 ] مَعْنَاهُ: نَادَيْنَاهُ . فَأَمَّا تَنَازُعُهُمْ ، فَإِنَّ بَعْضَ الرُّمَاةِ قَالَ: قَدِ انْهَزَمَ الْمُشْرِكُونَ ، فَمَا يَمْنَعُنَا مِنَ الْغَنِيمَةِ؟ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ نَثْبُتُ مَكَانَنَا كَمَا أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَتَرَكَ الْمَرْكَزَ بَعْضُهُمْ ، وَطَلَبَ الْغَنِيمَةَ ، وَتَرَكُوا مَكَانَهُمْ ، فَذَلِكَ عِصْيَانُهُمْ ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَوْصَاهُمْ:
"لَوْ رَأَيْتُمُ الطَّيْرَ تَخَطَّفُنَا فَلَا تَبْرَحُوا مِنْ مَكَانِكُمْ" .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152 (مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا) قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: هُمُ الَّذِينَ طَلَبُوا الْغَنِيمَةَ ، وَتَرَكُوا مَكَانَهُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152 (وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ) وَهُمُ الَّذِينَ ثَبَتُوا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ: مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ
مُحَمَّدٍ يُرِيدُ الدُّنْيَا حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الْآَيَةُ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152 (صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ) أَيْ: رَدَّكُمْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ بِقَتْلِكُمْ وَهَزِيمَتِكُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152 (لِيَبْتَلِيَكُمْ) أَيْ: لِيَخْتَبِرَكُمْ ، فَيَبِينُ الصَّابِرُ مِنَ الْجَازِعِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152 (وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ) فِيهِ قَوْلَانِ .
أَحَدُهُمَا: عَفَا عَنْ عُقُوبَتِكُمْ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ .
وَالثَّانِي: عَفَا عَنِ اسْتِئْصَالِكُمْ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ . وَكَانَ يَقُولُ: هَؤُلَاءِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ غِضَابٌ لِلَّهِ ، يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، نُهُوا عَنْ شَيْءٍ فَضَيَّعُوهُ ، فَمَا تَرَكُوا حَتَّى غُمُّوا بِهَذَا الْغَمِّ ، وَالْفَاسِقُ الْيَوْمَ يَتَجَرَّمُ كُلَّ كَبِيرَةٍ ، وَيَرْكَبُ كُلَّ دَاهِيَةٍ ، وَيَزْعُمُ أَنْ لَا بَأْسَ عَلَيْهِ ، فَسَوْفَ يَعْلَمُ .
[ ص: 477 ] قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=152 (وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) فِيهِ قَوْلَانِ .
أَحَدُهُمَا: إِذْ عَفَا عَنْهُمْ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ . وَالثَّانِي: إِذْ لَمْ يُقْتَلُوا جَمِيعًا ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلٌ .