الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              984 [ ص: 155 ] (باب أول وقت صلاة العصر).

                                                                                                                              وعبارة النووي: (باب استحباب التبكير بالعصر).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ص 121- 122 ج 5 المطبعة المصرية.

                                                                                                                              [حدثنا قتيبة بن سعيد. ، حدثنا ليث. قال: ح وحدثنا محمد بن رمح. أخبرنا الليث ، عن ابن شهاب، ، عن أنس بن مالك، أنه أخبره، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي العصر - والشمس مرتفعة حية- فيذهب الذاهب إلى العوالي، فيأتي العوالي، والشمس مرتفعة. .

                                                                                                                              ولم يذكر قتيبة: (فيأتي العوالي ).].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح) .

                                                                                                                              (عن أنس بن مالك) رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يصلي "العصر" والشمس مرتفعة حية).

                                                                                                                              قال الخطابي "حياتها": صفاء لونها، قبل أن تصفر، أو تتغير.

                                                                                                                              وهو مثل قوله: "بيضاء نقية".

                                                                                                                              وقال غيره: "حياتها" وجود حرها. (فيذهب الذاهب إلى العوالي، فيأتي "العوالي" والشمس مرتفعة).

                                                                                                                              [ ص: 156 ] وفي رواية: (إلى قباء فيأتيهم).

                                                                                                                              وفي رواية: (ثم يخرج الإنسان إلى بني عمرو بن عوف، فيجدهم يصلون العصر).

                                                                                                                              "والعوالي" هي: القرى التي حول المدينة، أبعدها على ثمانية أميال من المدينة، "وأقربها" ميلان.

                                                                                                                              "وبعضها" ثلاثة أميال؛ وبه فسرها مالك.

                                                                                                                              "وقباء": على نحو ثلاثة أميال من المدينة أيضا.

                                                                                                                              والمراد بالحديث: المبادرة لصلاة العصر أول وقتها.

                                                                                                                              لأنه لا يمكن أن يذهب بعد صلاة العصر ميلين، وثلاثة، والشمس بعد لم تتغير بصفرة ونحوها، إلا إذا صلى "العصر" حين صار ظل الشيء مثله.

                                                                                                                              ولا يكاد يحصل هذا، إلا في الأيام الطويلة.

                                                                                                                              وكانت منازل "بني عمرو بن عوف" على ميلين من المدينة. وهذا يدل على المبالغة في تعجيل صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                              وفي الحديث دليل لمذهب مالك، والشافعي، وأحمد، وجمهور العلماء، على أن وقت العصر، يدخل إذا صار ظل كل شيء مثله.

                                                                                                                              [ ص: 157 ] وقال أبو حنيفة "رحمه الله تعالى" بالمثلين.

                                                                                                                              وهذا الحديث وما في معناه حجة لهم عليه، مع حديث "ابن عباس" في بيان المواقيت، وحديث "جابر" وغير ذلك.




                                                                                                                              الخدمات العلمية