الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله ومن يضلل الله فما له من سبيل ( 46 ) استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ما لكم من ملجأ يومئذ وما لكم من نكير ( 47 ) ) [ ص: 555 ]

يقول - تعالى ذكره - : ولم يكن لهؤلاء الكافرين حين يعذبهم الله يوم القيامة أولياء يمنعونهم من عذاب الله ولا ينتصرون لهم من ربهم على ما نالهم به من العذاب من دون الله . ( ومن يضلل الله فما له من سبيل ) يقول : ومن يخذله عن طريق الحق فما له من طريق إلى الوصول إليه ، لأن الهداية والإضلال بيده دون كل أحد سواه .

وقوله : ( استجيبوا لربكم ) يقول - تعالى ذكره - للكافرين به : أجيبوا أيها الناس داعي الله وآمنوا به واتبعوه على ما جاءكم به من عند ربكم . ( من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ) يقول : لا شيء يرد مجيئه إذا جاء الله به ، وذلك يوم القيامة . ( ما لكم من ملجأ يومئذ ) يقول - جل ثناؤه - : ما لكم أيها الناس من معقل تحترزون فيه ، وتلجئون إليه ، فتعتصمون به من النازل بكم من عذاب الله على كفركم به ، كان في الدنيا ( وما لكم من نكير ) يقول : ولا أنتم تقدرون لما يحل بكم من عقابه يومئذ على تغييره ، ولا على انتصار منه إذا عاقبكم بما عاقبكم به .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : ( ما لكم من ملجأ ) قال : من محرز .

وقوله : ( من نكير ) قال : ناصر ينصركم .

حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن السدي ( ما لكم من ملجأ يومئذ ) تلجئون إليه ( وما لكم من نكير ) يقول : من عز تعتزون .

التالي السابق


الخدمات العلمية