الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
الدعاء لكل مناسبة

[فصل]

ويستحب إذا مر بآية رحمة أن يسأل الله تعالى من فضله، وإذا مر بآية عذاب أن يستعيذ بالله من الشر ومن العذاب، أو يقول: اللهم إني أسألك العافية، أو أسألك المعافاة من كل مكروه، أو نحو ذلك، وإذا مر بآية تنزيه لله تعالى نزه فقال: سبحانه وتعالى، أو تبارك وتعالى، أو جلت عظمة ربنا؛ فقد صح عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما - قال: صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ ترسلا، [ ص: 92 ] إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ رواه مسلم في صحيحه.

وكانت سورة النساء في ذلك الوقت مقدمة على آل عمران.

قال أصحابنا - رحمهم الله تعالى -: ويستحب هذا السؤال والاستعاذة والتسبيح لكل قارئ، سواء كان في الصلاة أو خارجا منها .

قالوا: ويستحب ذلك في صلاة الإمام والمنفرد والمأموم؛ لأنه دعاء، فاستووا فيه، كالتأمين عقب الفاتحة.

وهذا الذي ذكرناه من استحباب السؤال والاستعاذة هو مذهب الشافعي - رضي الله عنه - وجماهير العلماء رحمهم الله.

قال أبو حنيفة - رحمه الله تعالى -: ولا يستحب ذلك بل يكره في الصلاة، والصواب قول الجماهير لما قدمناه.

التالي السابق


الخدمات العلمية