الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قوله - عز وجل -: ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق ؛ يقال: " لبست عليهم الأمر؛ ألبسه " ؛ إذا عميته عليهم؛ و " لبست الثوب؛ ألبسه " ؛ ومعنى الآية: لا تلبسوا الحق؛ والحق ههنا أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وما أتى به من كتاب الله - عز وجل -؛ وقوله: " بالباطل " ؛ أي: بما يحرفون. وقوله - عز وجل -: وأنتم تعلمون ؛ أي: تأتون لبسكم الحق؛ وكتمانه على علم منكم؛ وبصيرة؛ وإعراب " ولا تلبسوا " : الجزم بالنهي؛ وعلامة الجزم سقوط النون؛ أصله: " تلبسون " .

                                                                                                                                                                                                                                        و " تكتمون " ؛ يصلح أن يكون جزما على معنى: " ولا تكتموا الحق " ؛ ويصلح أن يكون نصبا؛ وعلامة النصب أيضا سقوط النون؛ أما إذا نصبت فعلى معنى الجواب بالواو؛ ومذهب الخليل ؛ وسيبويه ؛ والأخفش ؛ وجماعة من البصريين؛ أن [ ص: 125 ] جميع ما انتصب في هذا الباب فبإضمار " أن " ؛ كأنك قلت: " لا يكن منكم إلباس الحق وكتمانه " ؛ كأنه قال: " وأن تكتموه " ؛ ودل " تلبسوا " ؛ على لبس؛ كما تقول: " من كذب كان شرا " ؛ ودل ما في صدر كلامك على الكذب؛ فحذفته.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية