الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الثالثة : قوله تعالى : { فثم وجه الله }

                                                                                                                                                                                                              قيل : معناه فثم الله ، هذا يدل على نفي الجهة والمكان عنه تعالى ، لاستحالة ذلك عليه ، وأنه في كل مكان بعلمه وقدرته .

                                                                                                                                                                                                              وقيل : معناه فثم قبلة الله ، ويكون الوجه اسما للتوجه .

                                                                                                                                                                                                              [ ص: 54 ] وتحقيق القول فيه : أن الله تعالى أمر بالصلاة عبادة ، وفرض فيها الخشوع استكمالا للعبادة ، وألزم الجوارح السكون ، واللسان الصمت إلا عن ذكر الله تعالى ، ونصب البدن إلى جهة واحدة ; ليكون ذلك أنفى للحركات ، وأقعد للخواطر ، وعينت له جهة الكعبة تشريفا له .

                                                                                                                                                                                                              وقيل له : إن الله سبحانه قبل وجهك ، معناه أنك قصدت التوجه إلى الله تعالى ، وقد عين لك هذا الصوب ، فهنالك تجد ثوابك ، وتحمد إيابك .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية