الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              5052 [ ص: 772 ] سورة الم تنزيل السجدة : باب في قوله تعالى : فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين

                                                                                                                              وهو في النووي ، في : كتاب الجنة ، وصفة نعيمها ، وأهلها ) .

                                                                                                                              (حديث الباب )

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 166 ج 17 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              عن أبي هريرة ؛ قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : «يقول الله عز وجل : أعددت لعبادي الصالحين : ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر : ذخرا . بله ما أطلعكم الله عليه » ، ثم قرأ : فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين ) .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي هريرة ) رضي الله عنه ؛ (قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : «يقول الله : أعددت لعبادي الصالحين : ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر : ذخرا ، بله ما أطلعكم عليه ) .

                                                                                                                              وفي بعض النسخ : «أطلعتكم عليه » .

                                                                                                                              هكذا هو في رواية «أبي بكر بن أبي شيبة » : «ذخرا » ، في جميع النسخ .

                                                                                                                              «وبله » بفتح الباء ، وإسكان اللام ، معناها : «دع عنك ما أطلعكم [ ص: 773 ] عليه » . فالذي لم يطلعكم عليه : أعظم . وكأنه أضرب استقلالا له ، في جنب ما لم يطلع عليه .

                                                                                                                              وقيل : معناها : غير . وقيل : كيف .

                                                                                                                              (ثم قرأ : فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ) .

                                                                                                                              وفي رواية أخرى : «مصداق ذلك في كتاب الله . فلا تعلم . . » إلخ .

                                                                                                                              وفي رواية : عن سهل بن ساعد ؛ قال : (شهدت من رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : مجلسا ، وصف فيه الجنة ، حتى انتهى ، ثم قال في آخر حديثه : «فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا على قلب بشر خطر ، ثم قرأ هذه الآية : تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ، ومما رزقناهم ينفقون . فلا تعلم نفس . . » ) إلخ .

                                                                                                                              قال في (فتح البيان ) - في قوله سبحانه «فلا تعلم نفس . . . » إلخ- : النكرة في سياق النفي ، تفيد العموم . أي لا تعلم نفس من النفوس أي [ ص: 774 ] نفس كانت - : ما أخفاه الله سبحانه ، لأولئك الذين تقدم ذكرهم : مما تقر به أعينهم . قال أبو السعود : أي لا ملك مقرب ، ولا نبي مرسل (فضلا عما عداهم ) . انتهى .

                                                                                                                              وقيل : معناه : لا تعلم علما تفصيليا ، وإلا فنحن نعلم ما أعد للمؤمنين من النعيم إجمالا : من حيث إنه غرف في الجنة ، وقصور ، وأشجار ، وأنهار ، وملابس ، ومآكل ، وغير ذلك . انتهى .




                                                                                                                              الخدمات العلمية