الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          ذكر إباحة التوقف في إمضاء الحدود ، واستئناف أسبابها بما فيه الاحتياط للرعية .

                                                                                                                          4399 - أخبرنا عبد الله بن محمد قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا ابن جريج ، [ ص: 245 ] قال : أخبرني أبو الزبير ، أن عبد الرحمن بن الصامت ، ابن عم أبي هريرة أخبره ، أنه سمع أبا هريرة يقول : جاء الأسلمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهد على نفسه أربع مرات بالزنى ، يقول : أتيت امرأة حراما ، وفي ذلك يعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبل في الخامسة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم له : أنكتها ؟ فقال : نعم ، فقال : هل غاب ذلك منك فيها كما يغيب المرود في المكحلة والرشاء في البئر ؟ فقال : نعم ، فقال : فهل تدري ما الزنى ؟ قال : نعم ، أتيت منها حراما مثل ما يأتي الرجل من امرأته حلالا ، قال : فما تريد بهذا القول ؟ قال : أريد أن تطهرني ، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرجم فرجم ، فسمع رجلين من أصحابه يقول أحدهما لصاحبه : انظروا إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم تدعه نفسه حتى رجم رجم الكلب ، قال : فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما ، فمر بجيفة حمار شائل برجله ، فقال : أين فلان وفلان ؟ فقالا : نحن ذا يا رسول الله ، فقال لهما : كلا من جيفة هذا الحمار ، فقالا : يا رسول الله ، غفر الله لك من يأكل من هذا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما نلتما من عرض هذا الرجل آنفا أشد من أكل هذه الجيفة ، فوالذي نفسي بيده ، إنه الآن في أنهار الجنة .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية