الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              987 (باب منه) وذكر النووي في الباب المتقدم.

                                                                                                                              (حديث الباب).

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ص 123 ج 5 المطبعة المصرية.

                                                                                                                              [وحدثنا يحيى بن أيوب، ومحمد بن الصباح، وقتيبة، وابن حجر. قالوا حدثنا إسمعيل بن جعفر ، عن العلاء بن عبد الرحمن، أنه دخل على أنس بن مالك في داره بالبصرة. حين انصرف من الظهر. وداره بجنب المسجد. فلما دخلنا عليه، قال: أصليتم العصر؟ فقلنا له: إنما انصرفنا الساعة من الظهر. قال فصلوا العصر. فقمنا فصلينا. فلما انصرفنا قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تلك صلاة المنافق. يجلس يرقب الشمس. حتى إذا كانت بين قرني الشيطان. قام فنقرها أربعا. لا يذكر الله فيها إلا قليلا". ] .

                                                                                                                              [ ص: 158 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 158 ] (الشرح) .

                                                                                                                              (عن العلاء بن عبد الرحمن أنه دخل على أنس بن مالك) رضي الله عنه (في داره بالبصرة، حين انصرف من الظهر، وداره بجنب المسجد، فلما دخلنا عليه، قال: أصليتم العصر؟ فقلنا له: إنما انصرفنا الساعة من الظهر. قال: فصلوا العصر. فقمنا فصلينا، فلما انصرفنا. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس").

                                                                                                                              "فيه" تصريح بذم تأخير صلاة العصر بلا عذر، "حتى إذا كانت بين قرني الشيطان" هو على حقيقته، وظاهر لفظه يعني: أنه يحاذيها "بقرنيه" عند غروبها، وكذا عند طلوعها.

                                                                                                                              وقيل: هو على المجاز. والمراد علوه، وارتفاعه، وسلطانه، وتسلطه، وغلبة أعوانه.

                                                                                                                              قال الخطابي: هو تمثيل. ومعناه: أن تأخيرها بتزيين الشيطان ومدافعته لهم عن تعجيلها، كمدافعة ذوات القرون لما تدفعه.

                                                                                                                              قال النووي: والصحيح الأول.

                                                                                                                              قلت: وهو المتعين المختار إن شاء الله تعالى. ولا ملجئ إلى التأويل بالتمثيل.

                                                                                                                              ورحم الله الخطابي؛ فقد غلب عليه في أمثال هذه الكلمات والعبارات، النزوع إلى التأويلات، والتوجيهات.

                                                                                                                              [ ص: 159 ] وقد كان السلف في عافية عن مثل ذلك، فعليك أيها المخلص في الدين باتباع من سلف من الأئمة الصالحين، وبالله التوفيق.

                                                                                                                              "قام: فنقرها أربعا، لا يذكر الله فيها إلا قليلا".

                                                                                                                              تصريح "بذم" من صلى "مسرعا" بحيث لا يكمل الخشوع والطمأنينة والأذكار.

                                                                                                                              والمراد "بالنقر": سرعة الحركات، كنقر الطائر.




                                                                                                                              الخدمات العلمية