الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4979 سورة حم السجدة : باب في قوله تعالى : وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم

                                                                                                                              وهو في النووي ، في : (كتاب صفات المنافقين ، وأحكامهم ) .

                                                                                                                              (حديث الباب )

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 122 ج 17 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن ابن مسعود ؛ قال : اجتمع عند البيت ثلاثة نفر : قرشيان وثقفي ، -أو ثقفيان وقرشي- ، قليل فقه قلوبهم ، كثير شحم بطونهم .

                                                                                                                              فقال أحدهم : أترون الله ، يسمع ما نقول ؟

                                                                                                                              وقال الآخر : يسمع إن جهرنا ، ولا يسمع إن أخفينا .

                                                                                                                              وقال الآخر : إن كان يسمع إذا جهرنا ، فهو يسمع إذا أخفينا .

                                                                                                                              فأنزل الله عز وجل : وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم الآية ) .

                                                                                                                              [ ص: 784 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 784 ] (الشرح)

                                                                                                                              (عن ابن مسعود ) رضي الله عنه ، (قال : اجتمع عند البيت ثلاثة نفر : قرشيان وثقفي - أو ثقفيان وقرشي - قليل فقه قلوبهم ، كثير شحم بطونهم ؛ فقال أحدهم : أترون أن الله يسمع ما نقول ؟ وقال الآخر : يسمع إن جهرنا ، ولا يسمع إن أخفينا . وقال الآخر : إن كان يسمع إذا جهرنا ، فهو يسمع إذا أخفينا .

                                                                                                                              فأنزل الله عز وجل : « وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ، ولا أبصاركم ، ولا جلودكم » الآية
                                                                                                                              ) .

                                                                                                                              فيه : بيان سبب نزول هذه الآية الشريفة .

                                                                                                                              وفيه : تقريع لهم وتوبيخ ، من جهة الله سبحانه ، أو من «كلام الجلود » وهو قول أكثر العلماء .

                                                                                                                              وأخرج عبد الرزاق ، وأحمد ، والنسائي ، وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه ، والبيهقي في (البعث ) ؛ عن معاوية بن حيدة ، قال : قال [ ص: 785 ] رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : ( « تحشرون ههنا - وأومى بيده إلى الشام - مشاة وركبانا ، وعلى وجوهكم . وتعرضون على الله - وعلى أفواهكم الفدام - وأول ما يعرب عن أحدكم : فخذه ، وكفه »، وتلا رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : وما كنتم تستترون . . إلخ ) .




                                                                                                                              الخدمات العلمية