الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم

                                                                                                                                                                                                                                      يسمع آيات الله صفة أخرى لـ"أفاك". وقيل: استئناف. وقيل: حال من الضمير في "أثيم". تتلى عليه حال من آيات الله ولا مساغ لجعله مفعولا ثانيا لـ"يسمع" لأن شرطه أن يكون ما بعده مما لا يسمع [ ص: 69 ] كقولك: "سمعت زيدا يقرأ". ثم يصر أي: يقيم على كفره، وأصله: من إصرار الحمار على العانة. مستكبرا عن الإيمان بما سمعه من آيات الله تعالى والإذعان لما تنطق مزدريا لها معجبا بما عنده من الأباطيل. وقيل: نزلت في النضر بن الحارث وكان يشتري من أحاديث الأعاجم ويشغل بها الناس عن استماع القرآن لكنها وردت بعبارة عامة ناعية عليه وعلى كل من يسير سيرته ما هم فيه من الشر والفساد، وكلمة "ثم" لاستبعاد الإصرار والاستكبار بعد سماع الآيات التي حقها أن تذعن لها القلوب وتخضع لها الرقاب كما في قول من قال: [يرى غمرات الموت ثم يزورها]. كأن لم يسمعها أي: كأن لم يسمعها فخفف وحذف ضمير الشأن والجملة حال من "يصر" أي: يصر شبيها بغير السامع. فبشره بعذاب أليم على إصراره واستكباره.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية