الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 536 ) فصل : وأما العصر فتعجيلها مستحب بكل حال ، وروي ذلك عن عمر ، وابن مسعود ، وعائشة ، وأنس وابن المبارك وأهل المدينة ، والأوزاعي والشافعي ، وإسحاق ، وروي عن أبي قلابة وابن شبرمة أنهما قالا : إنما سميت العصر لتعصر . يعنيان أن تأخيرها أفضل . وقال أصحاب الرأي : الأفضل فعلها في آخر وقتها المختار ; لما روى رافع بن خديج ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر بتأخير العصر . وعن علي بن شيبان ، قال : { قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يؤخر العصر ما دامت بيضاء نقية . } رواه أبو داود ; ولأنها آخر صلاتي جمع ، فاستحب تأخيرها كصلاة العشاء .

                                                                                                                                            ولنا ما ذكرناه من حديث أبي برزة ، وقال رافع بن خديج { كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر ، ثم ينحر الجزور ، فيقسم عشرة أجزاء ، ثم يطبخ فيؤكل لحما نضيجا قبل مغيب الشمس . } متفق عليه ، وعن أبي أمامة قال : " صلينا مع عمر بن عبد العزيز الظهر ثم خرجنا حتى دخلنا على أنس بن مالك [ ص: 236 ] فوجدناه يصلي العصر ، فقلنا يا أبا عمارة ما هذه الصلاة التي صليت ؟ قال : العصر وهذه صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كنا نصليها معه . رواه البخاري ومسلم

                                                                                                                                            وعن أبي المليح ، قال : كنا مع أبي بريدة في غزوة في يوم ذي غيم ، فقال : بكروا الصلاة للعصر فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { من فاتته صلاة العصر حبط عمله } رواه البخاري وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { الوقت الأول من الصلاة رضوان الله ، والوقت الآخر عفو الله } يرويه عبد الله بن عمر العمري قال أبو عيسى : هذا حديث غريب . وأما حديث رافع الذي احتجوا به فلا يصح . قاله الترمذي وقال الدارقطني : يرويه عبد الواحد بن نافع وليس بالقوي ، ولا يصح عن رافع ولا عن غيره من الصحابة ، والصحيح عنهم تعجيل صلاة العصر ، والتبكير بها .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية