الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين ( 54 ) فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين ( 55 ) )

يقول - تعالى ذكره - : فاستخف فرعون خلقا من قومه من القبط ، بقوله الذي أخبر الله تبارك وتعالى عنه أنه قال لهم ، فقبلوا ذلك منه فأطاعوه ، وكذبوا موسى ، قال الله : وإنما أطاعوا فاستجابوا لما دعاهم إليه عدو الله من تصديقه ، وتكذيب موسى ، لأنهم كانوا قوما عن طاعة الله خارجين بخذلانه إياهم ، وطبعه على قلوبهم . يقول الله تبارك وتعالى : ( فلما آسفونا ) يعني بقوله : آسفونا : أغضبونا .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . [ ص: 622 ]

ذكر من قال ذلك :

حدثني علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله ( فلما آسفونا ) يقول : أسخطونا .

حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، ( فلما آسفونا ) يقول : لما أغضبونا .

حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( فلما آسفونا ) : أغضبونا .

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( فلما آسفونا ) قال : أغضبوا ربهم .

حدثنا ابن عبد الأعلى قال ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( فلما آسفونا ) قال : أغضبونا .

حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن السدي ( فلما آسفونا ) قال : أغضبونا ، وهو على قول يعقوب : ( يا أسفى على يوسف ) قال : يا حزني على يوسف .

حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( فلما آسفونا انتقمنا منهم ) قال : أغضبونا ، وقوله : ( انتقمنا منهم ) يقول : انتقمنا منهم بعاجل العذاب الذي عجلناه لهم ، فأغرقناهم جميعا في البحر .

التالي السابق


الخدمات العلمية