الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          فصل وإن حلف لا يلبس من غزلها أي امرأة عينها ( وعليه منه ) فاستدامه حنث نصا ; لأن استدامة اللبس لبس ولهذا وجبت الفدية على ذكر أحرم في مخيط واستدامه ( أو ) حلف ( لا يركب أو لا يلبس أو لا يقوم أو لا يقعد أو لا يسافر ) واستدام ذلك حنث لصحة أن يقال فعلت كذا يوما ( أو ) حلف ( لا يطأ ) واستدام ذلك حنث لما سبق ( أو ) حلف ( لا يمسك ) شيئا هو ماسكه واستدام حنث لوجود الإمساك و لذلك من أحرم وبيده المشاهدة صيد لزمه إرساله ( أو ) حلف ( لا يشارك ) واستدام الشركة حنث ( أو ) حلف ( لا يصوم ) واستدامه حنث لأنه يسمى صائما ( أو ) حلف ( لا يحج ) أو يعتمر ( أو لا يطوف ) أو يسعى ( وهو كذلك ) أي : متلبس بما حلف لا يفعله مما سبق ودام حنث ( أو ) حلف ( لا يدخل دارا وهو داخلها ) ودام حنث إذ استدامة المقام في ملك الغير كابتدائه في التحريم ( أو ) حلف على امرأة ( لا يضاجعها على فراش فضاجعته ودام ) حنث بالاستدامة كالابتداء ( أو ) حلف ( لا يدخل علي فلان بيتا فدخل فلان عليه ) بيتا ( فأقام معه حنث ) قياسا على التي قبلها وكذلك فعل ينقضي ويتجدد بتجدد الزمان كالكتابة والخياطة والبناء إذا حلف لا يفعله واستدام حنث ( ما لم تكن ) لحالف ( نية ) كأن نوى لا يلبس من غزلها غير ما هو لابسه أو غير هذا اليوم أو لا يسافر أو لا يطأ غير هذه المرة فيرجع إلى نيته فإن لم تكن فإلى سبب اليمين إن كان و ( لا ) يحنث ( إن حلف لا يتزوج أو ) لا ( يتطهر أو ) لا ( يتطيب فاستدام ذلك ) لأن اسم الفعل في هذه الثلاثة لا يطلق على مستديمها فلا يقال تزوجت أو تطهرت أو تطيبت شهرا بل منذ شهر لأن [ ص: 468 ] فعلها انقضى ولا يتجدد بتجدد الزمان والباقي أثره ولم ينزل الشرع استدامة التزويج والتطيب منزلة ابتدائهما في الإحرام

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية