الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ( 83 ) وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم ( 84 ) )

يقول - تعالى ذكره - : فذر يا محمد هؤلاء المفترين على الله - الواصفيه بأن له ولدا - يخوضوا في باطلهم ، ويلعبوا في دنياهم ( حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ) وذلك يوم يصليهم الله بفريتهم عليه جهنم ، وهو يوم القيامة .

كما حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن السدي ( حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ) قال : يوم القيامة .

وقوله : ( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ) يقول - تعالى ذكره - : والله الذي له الألوهة في السماء معبود ، وفي الأرض معبود كما هو في السماء معبود ، لا شيء سواه تصلح عبادته . يقول - تعالى ذكره - : فأفردوا لمن هذه صفته العبادة ، ولا تشركوا به شيئا غيره .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . [ ص: 653 ]

ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة في قوله : ( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ) قال : يعبد في السماء ، ويعبد في الأرض .

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، في قوله : ( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ) أي يعبد في السماء وفي الأرض .

وقوله : ( وهو الحكيم العليم ) يقول : وهو الحكيم في تدبير خلقه ، وتسخيرهم لما يشاء ، العليم بمصالحهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية