الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - جل وعز - : ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف ؛ المعنى : لا تنكحوا كما كان من قبلكم ينكح ما نكح أبوه؛ فهذا معنى إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ؛ المعنى : إلا ما قد سلف فإنه كان فاحشة؛ أي : زنا؛ ومقتا؛ و " المقت " : أشد البغض؛ وساء سبيلا ؛ أي : وبئس طريقا؛ أي : ذلك الطريق بئس طريقا؛ فالمعنى أنهم أعلموا أن ذلك في الجاهلية كان يقال له : " مقت " ؛ وكان المولود عليه يقال له : " المقتي " ؛ فأعلموا أن هذا الذي حرم عليهم لم يزل منكرا في قلوبهم؛ ممقوتا عندهم؛ وقال أبو العباس محمد بن يزيد : جائز أن تكون " كان " ؛ زائدة؛ فالمعنى على هذا : إنه فاحشة ومقت؛ وأنشد في ذلك قول الشاعر : [ ص: 33 ]

                                                                                                                                                                                                                                        فكيف إذا حللت بدار قوم ... وجيران لنا كانوا كرام



                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو إسحاق : هذا غلط من أبي العباس؛ لأن " كان " ؛ لو كانت زائدة لم تنصب خبرها؛ والدليل على هذا البيت الذي أنشده :

                                                                                                                                                                                                                                        " وجيران لنا كانوا كرام "

                                                                                                                                                                                                                                        ؛ ولم يقل : " كانوا كراما " .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية