الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان ذلك من شأن اليوم مهولا، عم في الهول بقوله مصورا لحاله: وترى أي: في ذلك اليوم كل أمة من الأمم الخاسرة فيها والفائزة جاثية أي: مجتمعة لا يخلطها غيرها، وهي مع ذلك باركة على الركب رعبا واستيفازا لما لعلها تؤمر به، جلسة المخاصم بين يدي الحاكم ، تنتظر القضاء الحاتم، والأمر الجازم اللازم، لشدة ما يظهر لها من هول ذلك اليوم. ولما كان كأن قيل: هم مستوفزون، قال: كل أمة [ ص: 105 ] أي من الجاثين تدعى إلى كتابها أي: الذي أنزل إليها وتعبدها الله به والذي نسخته الحفظة من أعمالها ليطبق أحدهما بالآخر، فمن وافق كتابه ما أمر به من كتاب ربه نجا، ومن خالفه هلك، ويقال لهم حال الدعاء: اليوم تجزون على وفق الحكمة بأيسر أمر ما أي: عين الذي كنتم بما هو لكم كالجبلات تعملون أي: مصرين عليه غير راجعين عنه [من] خير أو شر.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية