القسم الثاني والعشرون
nindex.php?page=treesubj&link=28914الاعتراض وأسماه
قدامة " التفاتا " وهو أن يؤتى في أثناء كلام أو كلامين متصلين معنى ، بشيء يتم الغرض الأصلي بدونه ، ولا يفوت بفواته ، فيكون فاصلا بين الكلام والكلامين ; لنكتة .
وقيل : هو إرادة وصف شيئين : الأول منهما قصدا ، والثاني بطريق الانجرار ، وله تعليق بالأول بضرب من التأكيد .
[ ص: 135 ] وعند النحاة : جملة صغرى تتخلل جملة كبرى على جهة التأكيد .
وقال
الشيخ عز الدين في أماليه : " الجملة المعترضة تارة تكون مؤكدة ، وتارة تكون مشددة " ; لأنها إما ألا تدل على معنى زائد على ما دل عليه الكلام بل دلت عليه فقط ; فهي مؤكدة ، وإما أن تدل عليه وعلى معنى زائد ; فهي مشددة " انتهى .
وذكر النحاة مما تتميز به الجملة الاعتراضية عن الحالية كونها طلبية ، كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=135ومن يغفر الذنوب إلا الله ( آل عمران : 135 ) فإنه معترض بين
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=135فاستغفروا لذنوبهم ( آل عمران : 135 ) وبين :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=135ولم يصروا على ما فعلوا ( آل عمران : 135 ) .
وله أسباب منها تقرير الكلام ، كقولك : فلان أحسن بفلان ونعم ما فعل ، ورأى من الرأي كذا ، وكان صوابا .
ومنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=73تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض ( يوسف : 73 )
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=73لقد علمتم اعتراض ; والمراد تقرير إثبات البراءة من تهمة السرقة .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=2وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم ( محمد : 2 ) ،
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=34وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون ( النمل : 34 ) واعترض بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=34وكذلك يفعلون ( النمل : 34 ) بين كلامها .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=25وأتوا به متشابها ( البقرة : 25 ) .
[ ص: 136 ] ومنها قصد التنزيه ، كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=57ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون ( النحل : 57 ) فاعتراض ( سبحانه ) لغرض التنزيه والتعظيم ، وفيه الشناعة على من جعل البنات لله .
ومنها قصد التبرك ، وكقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=27لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين ( الفتح : 27 ) .
ومنها قصد التأكيد ; كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=75فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ( الواقعة : 75 - 76 ) .
وفيها اعتراضان ; فإنه اعترض بقوله : ( وإنه لقسم ) ( الواقعة : 76 ) بين القسم وجوابه ، واعترض بقوله : ( لو تعلمون ) ( الواقعة : 76 ) بين الصفة والموصوف ، والمراد تعظيم شأن ما أقسم به من مواقع النجوم ، وتأكيد إجلاله في النفوس ، لا سيما بقوله : ( لو تعلمون ) ( الواقعة : 76 ) .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=30إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=31أولئك لهم جنات عدن ( الكهف : 30 - 31 ) فـ أولئك الخبر ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=30إنا لا نضيع اعتراض .
ومنها كون الثاني بيانا للأول ; كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=222إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ( البقرة : 222 ) فإنه اعتراض وقع بين قوله : ( فأتوهن ) ( البقرة : 222 ) وبين قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=223نساؤكم حرث لكم ( البقرة : 223 ) وهما متصلان معنى ; لأن الثاني بيان للأول ، كأنه قيل : فأتوهن من حيث يحصل منه الحرث ، وفيه اعتراض بأكثر من جملة .
ومنها تخصيص أحد المذكورين بزيادة التأكيد على أمر علق بهما ، كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=14ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك ( لقمان : 14 ) فاعترض بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=14حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين ( لقمان : 14 ) بين ووصينا وبين الموصى به ، وفائدة ذلك إذكار الولد بما كابدته أمه من المشقة في حمله وفصاله ; فذكر الحمل والفصال يفيد زيادة التوصية بالأم ; لتحملها من المشاق والمتاعب في حمل الولد ما لا يتكلفه الوالد ، ولهذا جاء في الحديث التوصية بالأم ثلاثا وبالأب مرة .
[ ص: 137 ] ومنها زيادة الرد على الخصم ; كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=72وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها ( البقرة : 71 ) الآية فقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=72والله مخرج ( البقرة : 72 ) اعتراض بين المعطوف والمعطوف عليه .
وفائدته أن يقرر في أنفس المخاطبين أن تدارؤ
بني إسرائيل في قتل تلك الأنفس لم يكن نافعا لهم في إخفائه وكتمانه ; لأن الله تعالى مظهر لذلك ومخرجه ، ولو جاء الكلام خاليا من هذا الاعتراض لكان
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=72وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها ( البقرة : 72 )
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=73فقلنا اضربوه ببعضها ( البقرة : 73 ) .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=101وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر ( النحل : 101 ) ، فاعترض بين إذ وجوابها بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=101والله أعلم بما ينزل ( النحل : 101 ) فكأنه أراد أن يجيبهم عن دعواهم ; فجعل الجواب اعتراضا .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة ( الزمر : 45 ) إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=49بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون ( الزمر : 49 ) .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=46قل اللهم فاطر السماوات والأرض ( الزمر : 46 ) إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=48وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ( الزمر : 48 ) اعتراض في أثناء الكلام ، وهو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45وإذا ذكر الله وحده اشمأزت ( الزمر : 45 ) الآية وذلك لأن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=49فإذا مس الإنسان ضر ( الزمر : 49 ) سبب عن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45وإذا ذكر الله وحده اشمأزت ( الزمر : 45 ) على معنى أنهم يشمئزون من توحيد الله تعالى ، ويستبشرون بالشرك الذي هو ذكر الآلهة ; فإذا مس أحدهم ضر أو أصابته شدة تناقض في دعواه ; فدعا من اشمأز من ذكره ، وانقبض من توحيده ، ولجأ إليه دون الآلهة ، فهو اعتراض بين السبب والمسبب ، فقيد القول بما فيه من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - بأمره بذلك ، وبقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=46أنت تحكم بين عبادك ( الزمر : 8 ) ثم عقبه من الوعيد العظيم أشد التأكيد وأعظمه وأبلغه ; ولذلك كان اتصال قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=8وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه ( الزمر : 8 ) للسبب الواقع فيها ، وخلو الأول منه من الأمر اشتراك جملة مع جملة ، ومناسبة أوجبت العطف بالواو الموضوعة لمطلق الجمع ، كقولهم : قام زيد وعمرو .
وتسبيب السبب مع ما في ظاهر الآية من
[ ص: 138 ] اشمئزازهم ليس يقتضي التجاءهم إلى الله تعالى ، وإنما يقتضي إعراضهم عنه من جهة أن سياق الآية يقتضي إثبات التناقض ، وذلك أنك تقول : زيد يؤمن بالله تعالى ; فإذا مسه الضر لجأ إليه .
فهذا سبب ظاهر مبني على اطراد الأمر ، وتقول : زيد كافر بالله ; فإذا مسه ضر لجأ إليه .
فتجيء بالفاء هنا كالأول ; لغرض التزام التناقض أو العكس ; حيث أنزل الكافر كفره منزلة الإيمان في فصل سبب الالتجاء ، فأنت تلزمه العكس بأنك إنما تقصد بهذا الكلام الإنكار والتعجب من فعله .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=61وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون ( الزمر : 61 ) بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=62الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=63له مقاليد السماوات والأرض ( الزمر : 62 - 63 ) اعتراض واقع في أثناء كلام متصل ، وهو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=61وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون ( الزمر : 61 )
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=63والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون ( الزمر : 63 ) وهو على مهيع أسلوب القرآن ; من ذكر الضد عقب الضد كثير كما قيل :
وبضدها تتبين الأشياء
ومنها الإدلاء بالحجة ; كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=43وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر ( النحل : 43 - 44 ) فاعترض بقوله : ( فاسألوا ) بين قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=43نوحي إليهم ( النحل : 43 ) وبين قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=44بالبينات والزبر ( النحل : 44 ) .
وبهذه الآية رد
ابن مالك على
أبي علي الفارسي قوله : " إنه لا يعترض بأكثر من جملة واحدة " .
[ ص: 139 ] ورد بأن جملة الأمر دليل [ على ] للجواب عند الأكثرين ، ونفسه عند آخرين ; فهو مع جملة الشرط كالجملة الواحدة . نعم جوزوا في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=54متكئين على فرش بطائنها من إستبرق ( الرحمن : 54 ) أن يكون حالا من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=46ولمن خاف مقام ربه جنتان ( الرحمن 46 ) فلزم الاعتراض بسبع جمل مستقلات ; إن كان
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=48ذواتا أفنان ( الرحمن : 48 ) خبر مبتدأ محذوف ; وإلا فيكون بست جمل .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=96ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=97أفأمن أهل القرى . . . . . ( الأعراف : 96 - 97 ) الآية : " إن في هذه الآية الكريمة سبع جمل معترضة : جملة الشرط ( واتقوا ) و ( فتحنا ) و ( كذبوا ) و ( أخذناهم ) و
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=96بما كانوا يكسبون وزعم أن ( أفأمن ) ( الأعراف : 97 ) معطوف على
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=95فأخذناهم بغتة ( الأعراف : 95 ) وكذا نقله
ابن مالك عن
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري ، وتبعه
أبو حيان ، ولم يوجد ذلك في كلام
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري .
قال
ابن مالك : ورد عليه من ظن أن الجملة والكلام مترادفان ، قال : وإنما اعترض بأربع جمل ، وزعم أن من عند ( ولو أن ) إلى ( والأرض ) ( الأعراف : 96 ) جملة ; لأن الفائدة إنما تتم بمجموعه .
انتهى .
وفي القولين نظر ; أما على قول
ابن مالك فينبغي أن يكون بعدها ثمان جمل : أحدها :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=95وهم لا يشعرون ( الأعراف : 96 ) وأربعة في حيز " لو " وهي : ( آمنوا ) و ( اتقوا ) و ( فتحنا ) ، والمركبة مع أن وصلتها مع " ثبت " مقدرا على الخلاف في أنها فعلية أو اسمية ، والسادسة :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=96ولكن كذبوا ( الأعراف : 96 ) والسابعة : ( فأخذناهم ) والثامنة :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=96بما كانوا يكسبون ( الأعراف : 96 ) .
وأما قول المعترض فلأنه كان من حقه أن يعدها ثلاث جمل : أحدها :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=95وهم لا يشعرون ( الأعراف : 95 ) ;
[ ص: 140 ] لأنها حال مرتبطة بعاملها ، وليست مستقلة برأسها ، والثانية : " لو " وما في حيزها ، جملة واحدة فعلية إن قدر : " ولو ثبت أن أهل القرى آمنوا واتقوا " أو اسمية وفعلية إن قدر " إيمانهم " " واتقوا " ثابتان ، والثالثة :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=96ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ( الأعراف : 96 ) كله جملة .
وينبغي على قواعد البيانيين أن يعدوا الكل جملة واحدة لارتباط بعضها ببعض ، وعلى رأي النحاة ينبغي أن يكون
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=96ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا ( الأعراف : 96 ) جملة واحدة ; لأن جملة " واتقوا " معطوفة على خبر " أن " و " لفتحنا " جملة ثانية وما بعدها جملة واحدة ; لارتباط الشرط بالجزاء لفظا
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=96ولكن كذبوا ( الأعراف : 96 ) ثانية أو ثالثة ( فأخذناهم ) ثالثة أو رابعة و
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=96بما كانوا يكسبون متعلق بـ " أخذناهم " فلا يعد اعتراضا .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي ( هود : 44 ) فهذه ثلاث جمل معترضة بين
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وقيل ياأرض ابلعي ماءك ( هود : 44 ) وبين
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وقيل بعدا ( هود : 44 ) .
وفيه اعتراض في اعتراض ، فإن
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=210وقضي الأمر ( هود : 44 ) معترض بين
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وغيض الماء ( هود : 44 ) وبين ( واستوت ) ( هود : 44 ) .
ولا مانع من
nindex.php?page=treesubj&link=28914وقوع الاعتراض في الاعتراض كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=76وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ( الواقعة : 76 ) .
ومنه قوله تعالى في سورة العنكبوت ذاكرا عن
إبراهيم قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=16اعبدوا الله واتقوه ( الآية : 16 ) ثم اعترض تسلية لقلب النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=18وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين ( العنكبوت : 18 ) وذكر آيات ، إلى أن قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=24فما كان جواب قومه ( العنكبوت : 24 ) يعني قوم
إبراهيم فرجع إلى الأول .
وجعل
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=11فاستفتهم ) ( الصافات : 149 ) وفي آخر الصافات
[ ص: 141 ] معطوفا على (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=11فاستفتهم ) ( الآية : 11 ) في أول السورة ، وقال في قول بعضهم في :
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=36نذيرا للبشر ( المدثر : 36 ) إنه حال من فاعل ( قم ) ( المدثر : 2 ) في أول هذه السورة ، هذا من بدع التفاسير ، وهذا الذي ذكره في الصافات منه .
ومن العجب دعوى بعضهم كسر همزة " إن " في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=64إن ذلك لحق تخاصم أهل النار ( ص : 64 ) على جواب القسم في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=1والقرآن ذي الذكر ( ص : 1 ) حكاه
الرماني .
فإن قيل : أين خبر إن في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=41إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم ( فصلت : 41 ) الآية ، قيل : الخبر :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44أولئك ينادون من مكان بعيد ( فصلت : 44 ) .
فوائد قال
ابن عمرون : لا يجوز وقوع الاعتراض بين واو العطف وما دخلت عليه ، وقد أجازه قوم في " ثم " ، و " أو " ; فتقول : زيد قائم ثم والله عمرو " .
وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا ( النساء : 135 ) جواب الشرط فقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135فالله أولى بهما ( النساء : 135 ) اعتراض بين الشرط وجوابه ، مع أن فيه فاء ، والجملة مسندة لـ " يكن " .
قال
الطيبي : سئل
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري عن قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=55فمن شاء ذكره ( المدثر : 55 ) : أهو
[ ص: 142 ] اعتراض ؟ قال : لا ; لأن من
nindex.php?page=treesubj&link=28914شرط الاعتراض أن يكون بالواو ونحوها ، وأما بالفاء فلا .
وفهم صاحب " فرائد القلائد " من هذا اشتراط الواو فقال : وقد ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=41إنه كان صديقا نبيا ( مريم : 41 و 56 ) هذه الجملة اعتراض بين البدل وبين المبدل منه ، أعني "
إبراهيم " و إذ قال هذا معترض ; لأنه اعتراض بدون الواو بعيد عن الطبع وعن الاستعمال ، وليس كما قال ، فقد يأتي بالواو كما سبق في الأمثلة ، وبدونها كقوله سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=57ولهم ما يشتهون ( النحل : 57 ) وقد اجتمعا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=75فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم إنه لقرآن كريم ( الواقعة : 75 - 76 - 77 ) .
الْقِسْمُ الثَّانِي وَالْعِشْرُونَ
nindex.php?page=treesubj&link=28914الِاعْتِرَاضُ وَأَسْمَاهُ
قُدَامَةُ " الْتِفَاتًا " وَهُوَ أَنْ يُؤْتَى فِي أَثْنَاءِ كَلَامٍ أَوْ كَلَامَيْنِ مُتَّصِلَيْنِ مَعْنًى ، بِشَيْءٍ يَتِمُّ الْغَرَضُ الْأَصْلِيُّ بِدُونِهِ ، وَلَا يَفُوتُ بِفَوَاتِهِ ، فَيَكُونُ فَاصِلًا بَيْنَ الْكَلَامِ وَالْكَلَامَيْنِ ; لِنُكْتَةٍ .
وَقِيلَ : هُوَ إِرَادَةُ وَصْفِ شَيْئَيْنِ : الْأَوَّلُ مِنْهُمَا قَصْدًا ، وَالثَّانِي بِطَرِيقِ الِانْجِرَارِ ، وَلَهُ تَعْلِيقٌ بِالْأَوَّلِ بِضَرْبٍ مِنَ التَّأْكِيدِ .
[ ص: 135 ] وَعِنْدَ النُّحَاةِ : جُمْلَةٌ صُغْرَى تَتَخَلَّلُ جُمْلَةً كُبْرَى عَلَى جِهَةِ التَّأْكِيدِ .
وَقَالَ
الشَّيْخُ عِزُّ الدِّينِ فِي أَمَالِيهِ : " الْجُمْلَةُ الْمُعْتَرِضَةُ تَارَةً تَكُونُ مُؤَكِّدَةً ، وَتَارَةً تَكُونُ مُشَدِّدَةً " ; لِأَنَّهَا إِمَّا أَلَّا تَدُلَّ عَلَى مَعْنًى زَائِدٍ عَلَى مَا دَلَّ عَلَيْهِ الْكَلَامُ بَلْ دَلَّتْ عَلَيْهِ فَقَطْ ; فَهِيَ مُؤَكِّدَةٌ ، وَإِمَّا أَنْ تَدُلَّ عَلَيْهِ وَعَلَى مَعْنَى زَائِدٍ ; فَهِيَ مُشَدِّدَةٌ " انْتَهَى .
وَذَكَرَ النُّحَاةُ مِمَّا تَتَمَيَّزُ بِهِ الْجُمْلَةُ الِاعْتِرَاضِيَّةُ عَنِ الْحَالِيَّةِ كَوْنَهَا طَلَبِيَّةً ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=135وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ ( آلِ عِمْرَانَ : 135 ) فَإِنَّهُ مُعْتَرِضٌ بَيْنَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=135فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ ( آلِ عِمْرَانَ : 135 ) وَبَيْنَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=135وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا ( آلِ عِمْرَانَ : 135 ) .
وَلَهُ أَسْبَابٌ مِنْهَا تَقْرِيرُ الْكَلَامِ ، كَقَوْلِكَ : فُلَانٌ أَحْسَنُ بِفُلَانِ وَنِعْمَ مَا فَعَلَ ، وَرَأَى مِنَ الرَّأْيِ كَذَا ، وَكَانَ صَوَابًا .
وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=73تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ ( يُوسُفَ : 73 )
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=73لَقَدْ عَلِمْتُمْ اعْتِرَاضٌ ; وَالْمُرَادُ تَقْرِيرُ إِثْبَاتِ الْبَرَاءَةِ مِنْ تُهْمَةِ السَّرِقَةِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=2وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ( مُحَمَّدٍ : 2 ) ،
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=34وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ( النَّمْلِ : 34 ) وَاعْتَرَضَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=34وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ( النَّمْلِ : 34 ) بَيْنَ كَلَامِهَا .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=25وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ( الْبَقَرَةِ : 25 ) .
[ ص: 136 ] وَمِنْهَا قَصْدُ التَّنْزِيهِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=57وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ ( النَّحْلِ : 57 ) فَاعْتِرَاضُ ( سُبْحَانَهُ ) لِغَرَضِ التَّنْزِيهِ وَالتَّعْظِيمِ ، وَفِيهِ الشَّنَاعَةُ عَلَى مَنْ جَعَلَ الْبَنَاتَ لِلَّهِ .
وَمِنْهَا قَصْدُ التَّبَرُّكِ ، وَكَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=27لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ( الْفَتْحِ : 27 ) .
وَمِنْهَا قَصْدُ التَّأْكِيدِ ; كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=75فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ( الْوَاقِعَةِ : 75 - 76 ) .
وَفِيهَا اعْتِرَاضَانِ ; فَإِنَّهُ اعْتَرَضَ بِقَوْلِهِ : ( وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ ) ( الْوَاقِعَةِ : 76 ) بَيْنَ الْقَسَمِ وَجَوَابِهِ ، وَاعْتَرَضَ بِقَوْلِهِ : ( لَوْ تَعْلَمُونَ ) ( الْوَاقِعَةِ : 76 ) بَيْنَ الصِّفَةِ وَالْمَوْصُوفِ ، وَالْمُرَادُ تَعْظِيمُ شَأْنِ مَا أَقْسَمَ بِهِ مِنْ مَوَاقِعِ النُّجُومِ ، وَتَأْكِيدُ إِجْلَالِهِ فِي النُّفُوسِ ، لَا سِيَّمَا بِقَوْلِهِ : ( لَوْ تَعْلَمُونَ ) ( الْوَاقِعَةِ : 76 ) .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=30إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=31أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ ( الْكَهْفِ : 30 - 31 ) فَـ أُولَئِكَ الْخَبَرُ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=30إِنَّا لَا نُضِيعُ اعْتِرَاضٌ .
وَمِنْهَا كَوْنُ الثَّانِي بَيَانًا لِلْأَوَّلِ ; كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=222إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ( الْبَقَرَةِ : 222 ) فَإِنَّهُ اعْتِرَاضٌ وَقَعَ بَيْنَ قَوْلِهِ : ( فَأْتُوهُنَّ ) ( الْبَقَرَةِ : 222 ) وَبَيْنَ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=223نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ ( الْبَقَرَةِ : 223 ) وَهُمَا مُتَّصِلَانِ مَعْنًى ; لِأَنَّ الثَّانِيَ بَيَانٌ لِلْأَوَّلِ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ يَحْصُلُ مِنْهُ الْحَرْثُ ، وَفِيهِ اعْتِرَاضٌ بِأَكْثَرِ مِنْ جُمْلَةٍ .
وَمِنْهَا تَخْصِيصُ أَحَدِ الْمَذْكُورَيْنِ بِزِيَادَةِ التَّأْكِيدِ عَلَى أَمْرٍ عُلِّقَ بِهِمَا ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=14وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ ( لُقْمَانَ : 14 ) فَاعْتَرَضَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=14حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ ( لُقْمَانَ : 14 ) بَيْنَ وَوَصَّيْنَا وَبَيْنَ الْمُوصَى بِهِ ، وَفَائِدَةُ ذَلِكَ إِذْكَارُ الْوَلَدِ بِمَا كَابَدَتْهُ أُمُّهُ مِنَ الْمَشَقَّةِ فِي حَمْلِهِ وَفِصَالِهِ ; فَذِكْرُ الْحَمْلِ وَالْفِصَالِ يُفِيدُ زِيَادَةَ التَّوْصِيَةِ بِالْأُمِّ ; لِتَحَمُّلِهَا مِنَ الْمَشَاقِّ وَالْمَتَاعِبِ فِي حَمْلِ الْوَلَدِ مَا لَا يَتَكَلَّفُهُ الْوَالِدُ ، وَلِهَذَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ التَّوْصِيَةُ بِالْأُمِّ ثَلَاثًا وَبِالْأَبِ مَرَّةً .
[ ص: 137 ] وَمِنْهَا زِيَادَةُ الرَّدِّ عَلَى الْخَصْمِ ; كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=72وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ( الْبَقَرَةِ : 71 ) الْآيَةَ فَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=72وَاللَّهُ مُخْرِجٌ ( الْبَقَرَةِ : 72 ) اعْتِرَاضٌ بَيْنَ الْمَعْطُوفِ وَالْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ .
وَفَائِدَتُهُ أَنْ يُقَرِّرَ فِي أَنْفُسِ الْمُخَاطَبِينَ أَنَّ تَدَارُؤَ
بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي قَتْلِ تِلْكَ الْأَنْفُسِ لَمْ يَكُنْ نَافِعًا لَهُمْ فِي إِخْفَائِهِ وَكِتْمَانِهِ ; لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى مُظْهِرٌ لِذَلِكَ وَمُخْرِجُهُ ، وَلَوْ جَاءَ الْكَلَامُ خَالِيًا مِنْ هَذَا الِاعْتِرَاضِ لَكَانَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=72وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ( الْبَقَرَةِ : 72 )
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=73فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ( الْبَقَرَةِ : 73 ) .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=101وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ ( النَّحْلِ : 101 ) ، فَاعْتَرَضَ بَيْنَ إِذْ وَجَوَابِهَا بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=101وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ ( النَّحْلِ : 101 ) فَكَأَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يُجِيبَهُمْ عَنْ دَعْوَاهُمْ ; فَجَعَلَ الْجَوَابَ اعْتِرَاضًا .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ( الزُّمَرِ : 45 ) إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=49بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ( الزُّمَرِ : 49 ) .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=46قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ( الزُّمَرِ : 46 ) إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=48وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ( الزُّمَرِ : 48 ) اعْتِرَاضٌ فِي أَثْنَاءِ الْكَلَامِ ، وَهُوَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ ( الزُّمَرِ : 45 ) الْآيَةَ وَذَلِكَ لِأَنَّ قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=49فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ ( الزُّمَرِ : 49 ) سَبَبٌ عَنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=45وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ ( الزُّمَرِ : 45 ) عَلَى مَعْنَى أَنَّهُمْ يَشْمَئِزُّونَ مِنْ تَوْحِيدِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالشِّرْكِ الَّذِي هُوَ ذِكْرُ الْآلِهَةِ ; فَإِذَا مَسَّ أَحَدَهُمْ ضُرٌّ أَوْ أَصَابَتْهُ شِدَّةٌ تَنَاقَضَ فِي دَعْوَاهُ ; فَدَعَا مَنِ اشْمَأَزَّ مِنْ ذِكْرِهِ ، وَانْقَبَضَ مِنْ تَوْحِيدِهِ ، وَلَجَأَ إِلَيْهِ دُونَ الْآلِهَةِ ، فَهُوَ اعْتِرَاضٌ بَيْنَ السَّبَبِ وَالْمُسَبَّبِ ، فَقَيَّدَ الْقَوْلَ بِمَا فِيهِ مِنْ دُعَاءِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأَمْرِهِ بِذَلِكَ ، وَبِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=46أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ ( الزُّمَرِ : 8 ) ثُمَّ عَقَّبَهُ مِنَ الْوَعِيدِ الْعَظِيمِ أَشَدَّ التَّأْكِيدِ وَأَعْظَمَهُ وَأَبْلَغَهُ ; وَلِذَلِكَ كَانَ اتِّصَالُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=8وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ ( الزُّمَرِ : 8 ) لِلسَّبَبِ الْوَاقِعِ فِيهَا ، وَخُلُوِّ الْأَوَّلِ مِنْهُ مِنَ الْأَمْرِ اشْتِرَاكُ جُمْلَةٍ مَعَ جُمْلَةٍ ، وَمُنَاسَبَةٌ أَوْجَبَتِ الْعَطْفَ بِالْوَاوِ الْمَوْضُوعَةِ لِمُطْلَقِ الْجَمْعِ ، كَقَوْلِهِمْ : قَامَ زَيْدٌ وَعَمْرٌو .
وَتَسْبِيبُ السَّبَبِ مَعَ مَا فِي ظَاهِرِ الْآيَةِ مِنَ
[ ص: 138 ] اشْمِئْزَازِهِمْ لَيْسَ يَقْتَضِي الْتِجَاءَهُمْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ، وَإِنَّمَا يَقْتَضِي إِعْرَاضَهُمْ عَنْهُ مِنْ جِهَةِ أَنَّ سِيَاقَ الْآيَةِ يَقْتَضِي إِثْبَاتَ التَّنَاقُضِ ، وَذَلِكَ أَنَّكَ تَقُولُ : زَيْدٌ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ تَعَالَى ; فَإِذَا مَسَّهُ الضُّرُّ لَجَأَ إِلَيْهِ .
فَهَذَا سَبَبٌ ظَاهِرٌ مَبْنِيٌّ عَلَى اطِّرَادِ الْأَمْرِ ، وَتَقُولُ : زَيْدٌ كَافِرٌ بِاللَّهِ ; فَإِذَا مَسَّهُ ضُرٌّ لَجَأَ إِلَيْهِ .
فَتَجِيءُ بِالْفَاءِ هُنَا كَالْأَوَّلِ ; لِغَرَضِ الْتِزَامِ التَّنَاقُضِ أَوِ الْعَكْسِ ; حَيْثُ أَنْزَلَ الْكَافِرُ كُفْرَهُ مَنْزِلَةَ الْإِيمَانِ فِي فَصْلِ سَبَبِ الِالْتِجَاءِ ، فَأَنْتَ تُلْزِمُهُ الْعَكْسَ بِأَنَّكَ إِنَّمَا تَقْصِدُ بِهَذَا الْكَلَامِ الْإِنْكَارَ وَالتَّعَجُّبَ مِنْ فِعْلِهِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=61وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ( الزُّمَرِ : 61 ) بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=62اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=63لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ( الزُّمَرِ : 62 - 63 ) اعْتِرَاضٌ وَاقِعٌ فِي أَثْنَاءِ كَلَامٍ مُتَّصِلٍ ، وَهُوَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=61وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ( الزُّمَرِ : 61 )
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=63وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ( الزُّمَرِ : 63 ) وَهُوَ عَلَى مَهْيَعِ أُسْلُوبِ الْقُرْآنِ ; مِنْ ذِكْرِ الضِّدِّ عَقِبَ الضِّدِّ كَثِيرٌ كَمَا قِيلَ :
وَبِضِدِّهَا تَتَبَيَّنُ الْأَشْيَاءُ
وَمِنْهَا الْإِدْلَاءُ بِالْحُجَّةِ ; كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=43وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ( النَّحْلِ : 43 - 44 ) فَاعْتَرَضَ بِقَوْلِهِ : ( فَاسْأَلُوا ) بَيْنَ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=43نُوحِي إِلَيْهِمْ ( النَّحْلِ : 43 ) وَبَيْنَ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=44بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ( النَّحْلِ : 44 ) .
وَبِهَذِهِ الْآيَةِ رَدَّ
ابْنُ مَالِكٍ عَلَى
أَبِي عَلِيٍّ الْفَارِسِيِّ قَوْلَهُ : " إِنَّهُ لَا يُعْتَرَضُ بِأَكْثَرِ مِنْ جُمْلَةٍ وَاحِدَةٍ " .
[ ص: 139 ] وَرُدَّ بِأَنَّ جُمْلَةَ الْأَمْرِ دَلِيلٌ [ عَلَى ] لِلْجَوَابِ عِنْدَ الْأَكْثَرِينَ ، وَنَفْسُهُ عِنْدَ آخَرِينَ ; فَهُوَ مَعَ جُمْلَةِ الشَّرْطِ كَالْجُمْلَةِ الْوَاحِدَةِ . نَعَمْ جَوَّزُوا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=54مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ ( الرَّحْمَنِ : 54 ) أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=46وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ( الرَّحْمَنِ 46 ) فَلَزِمَ الِاعْتِرَاضُ بِسَبْعِ جُمَلٍ مُسْتَقِلَّاتٍ ; إِنْ كَانَ
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=48ذَوَاتَا أَفْنَانٍ ( الرَّحْمَنِ : 48 ) خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ; وَإِلَّا فَيَكُونُ بِسِتِّ جُمَلٍ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=96وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=97أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى . . . . . ( الْأَعْرَافِ : 96 - 97 ) الْآيَةَ : " إِنَّ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ سَبْعُ جُمَلٍ مُعْتَرِضَةٍ : جُمْلَةُ الشَّرْطِ ( وَاتَّقَوْا ) وَ ( فَتَحْنَا ) وَ ( كَذَّبُوا ) وَ ( أَخَذْنَاهُمْ ) وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=96بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ وَزَعَمَ أَنَّ ( أَفَأَمِنَ ) ( الْأَعْرَافِ : 97 ) مَعْطُوفٌ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=95فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً ( الْأَعْرَافِ : 95 ) وَكَذَا نَقْلَهُ
ابْنُ مَالِكٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيِّ ، وَتَبِعَهُ
أَبُو حَيَّانَ ، وَلَمْ يُوجَدْ ذَلِكَ فِي كَلَامِ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيِّ .
قَالَ
ابْنُ مَالِكٍ : وَرَدَّ عَلَيْهِ مَنْ ظَنَّ أَنَّ الْجُمْلَةَ وَالْكَلَامَ مُتَرَادِفَانِ ، قَالَ : وَإِنَّمَا اعْتُرِضَ بِأَرْبَعِ جُمَلٍ ، وَزَعَمَ أَنَّ مِنْ عِنْدَ ( وَلَوْ أَنَّ ) إِلَى ( وَالْأَرْضِ ) ( الْأَعْرَافِ : 96 ) جُمْلَةٌ ; لِأَنَّ الْفَائِدَةَ إِنَّمَا تَتِمُّ بِمَجْمُوعِهِ .
انْتَهَى .
وَفِي الْقَوْلَيْنِ نَظَرٌ ; أَمَّا عَلَى قَوْلِ
ابْنِ مَالِكٍ فَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ بَعْدَهَا ثَمَانِ جُمَلٍ : أَحَدُهَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=95وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ( الْأَعْرَافِ : 96 ) وَأَرْبَعَةٌ فِي حَيِّزِ " لَوْ " وَهِيَ : ( آمَنُوا ) وَ ( اتَّقَوْا ) وَ ( فَتَحْنَا ) ، وَالْمُرَكَّبَةُ مَعَ أَنَّ وَصِلَتِهَا مَعَ " ثَبَتَ " مُقَدَّرًا عَلَى الْخِلَافِ فِي أَنَّهَا فِعْلِيَّةٌ أَوِ اسْمِيَّةٌ ، وَالسَّادِسَةُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=96وَلَكِنْ كَذَّبُوا ( الْأَعْرَافِ : 96 ) وَالسَّابِعَةُ : ( فَأَخَذْنَاهُمْ ) وَالثَّامِنَةُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=96بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ( الْأَعْرَافِ : 96 ) .
وَأَمَّا قَوْلُ الْمُعْتَرِضِ فَلِأَنَّهُ كَانَ مِنْ حَقِّهِ أَنْ يُعِدَّهَا ثَلَاثَ جُمَلٍ : أَحَدُهَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=95وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ( الْأَعْرَافِ : 95 ) ;
[ ص: 140 ] لِأَنَّهَا حَالٌ مُرْتَبِطَةٌ بِعَامِلِهَا ، وَلَيْسَتْ مُسْتَقِلَّةً بِرَأْسِهَا ، وَالثَّانِيَةُ : " لَوْ " وَمَا فِي حَيِّزِهَا ، جُمْلَةٌ وَاحِدَةٌ فِعْلِيَّةٌ إِنْ قُدِّرَ : " وَلَوْ ثَبَتَ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا " أَوِ اسْمِيَّةٌ وَفِعْلِيَّةٌ إِنْ قُدِّرَ " إِيمَانَهُمْ " " وَاتَّقَوْا " ثَابِتَانِ ، وَالثَّالِثَةُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=96وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ( الْأَعْرَافِ : 96 ) كُلُّهُ جُمْلَةٌ .
وَيَنْبَغِي عَلَى قَوَاعِدِ الْبَيَانِيِّينِ أَنْ يَعُدُّوا الْكُلَّ جُمْلَةً وَاحِدَةً لِارْتِبَاطِ بَعْضِهَا بِبَعْضٍ ، وَعَلَى رَأْيِ النُّحَاةِ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=96وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا ( الْأَعْرَافِ : 96 ) جُمْلَةً وَاحِدَةً ; لِأَنَّ جُمْلَةَ " وَاتَّقَوْا " مَعْطُوفَةٌ عَلَى خَبَرِ " أَنَّ " وَ " لَفَتَحْنَا " جُمْلَةٌ ثَانِيَةٌ وَمَا بَعْدَهَا جُمْلَةٌ وَاحِدَةٌ ; لِارْتِبَاطِ الشَّرْطِ بِالْجَزَاءِ لَفْظًا
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=96وَلَكِنْ كَذَّبُوا ( الْأَعْرَافِ : 96 ) ثَانِيَةٌ أَوْ ثَالِثَةٌ ( فَأَخَذْنَاهُمْ ) ثَالِثَةٌ أَوْ رَابِعَةٌ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=96بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ مُتَعَلِّقٌ بِـ " أَخَذْنَاهُمْ " فَلَا يُعَدُّ اعْتِرَاضًا .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ( هُودٍ : 44 ) فَهَذِهِ ثَلَاثُ جُمَلٍ مُعْتَرِضَةٍ بَيْنَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وَقِيلَ يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ ( هُودٍ : 44 ) وَبَيْنَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وَقِيلَ بُعْدًا ( هُودٍ : 44 ) .
وَفِيهِ اعْتِرَاضٌ فِي اعْتِرَاضٍ ، فَإِنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=210وَقُضِيَ الْأَمْرُ ( هُودٍ : 44 ) مُعْتَرِضٌ بَيْنَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وَغِيضَ الْمَاءُ ( هُودٍ : 44 ) وَبَيْنَ ( وَاسْتَوَتْ ) ( هُودٍ : 44 ) .
وَلَا مَانِعَ مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=28914وُقُوعِ الِاعْتِرَاضِ فِي الِاعْتِرَاضِ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=76وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ( الْوَاقِعَةِ : 76 ) .
وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْعَنْكَبُوتِ ذَاكِرًا عَنْ
إِبْرَاهِيمَ قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=16اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ( الْآيَةَ : 16 ) ثُمَّ اعْتَرَضَ تَسْلِيَةً لِقَلْبِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=18وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ( الْعَنْكَبُوتِ : 18 ) وَذَكَرَ آيَاتٍ ، إِلَى أَنْ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=24فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ ( الْعَنْكَبُوتِ : 24 ) يَعْنِي قَوْمَ
إِبْرَاهِيمَ فَرَجَعَ إِلَى الْأَوَّلِ .
وَجَعَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ قَوْلَهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=11فَاسْتَفْتِهِمْ ) ( الصَّافَّاتِ : 149 ) وَفِي آخِرِ الصَّافَّاتِ
[ ص: 141 ] مَعْطُوفًا عَلَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=11فَاسْتَفْتِهِمْ ) ( الْآيَةَ : 11 ) فِي أَوَّلِ السُّورَةِ ، وَقَالَ فِي قَوْلِ بَعْضِهِمْ فِي :
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=36نَذِيرًا لِلْبَشَرِ ( الْمُدَّثِّرِ : 36 ) إِنَّهُ حَالٌ مِنْ فَاعِلِ ( قُمْ ) ( الْمُدَّثِّرِ : 2 ) فِي أَوَّلِ هَذِهِ السُّورَةِ ، هَذَا مِنْ بِدْعِ التَّفَاسِيرِ ، وَهَذَا الَّذِي ذَكَرَهُ فِي الصَّافَّاتِ مِنْهُ .
وَمِنَ الْعَجَبِ دَعْوَى بَعْضِهِمْ كَسْرَ هَمْزَةِ " إِنَّ " فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=64إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ( ص : 64 ) عَلَى جَوَابِ الْقَسَمِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=1وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ( ص : 1 ) حَكَاهُ
الرُّمَّانِيُّ .
فَإِنْ قِيلَ : أَيْنَ خَبَرُ إِنَّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=41إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ ( فُصِّلَتْ : 41 ) الْآيَةَ ، قِيلَ : الْخَبَرُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ( فُصِّلَتْ : 44 ) .
فَوَائِدُ قَالَ
ابْنُ عَمْرُونَ : لَا يَجُوزُ وُقُوعُ الِاعْتِرَاضِ بَيْنَ وَاوِ الْعَطْفِ وَمَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ ، وَقَدْ أَجَازَهُ قَوْمٌ فِي " ثُمَّ " ، وَ " أَوْ " ; فَتَقُولُ : زَيْدٌ قَائِمٌ ثُمَّ وَاللَّهِ عَمْرٌو " .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا ( النِّسَاءِ : 135 ) جَوَابُ الشَّرْطِ فَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا ( النِّسَاءِ : 135 ) اعْتِرَاضٌ بَيْنَ الشَّرْطِ وَجَوَابِهِ ، مَعَ أَنَّ فِيهِ فَاءً ، وَالْجُمْلَةُ مُسْنَدَةٌ لِـ " يَكُنْ " .
قَالَ
الطِّيبِيُّ : سُئِلَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=55فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ ( الْمُدَّثِّرِ : 55 ) : أَهُوَ
[ ص: 142 ] اعْتِرَاضٌ ؟ قَالَ : لَا ; لِأَنَّ مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=28914شَرْطِ الِاعْتِرَاضِ أَنْ يَكُونَ بِالْوَاوِ وَنَحْوِهَا ، وَأَمَّا بِالْفَاءِ فَلَا .
وَفَهِمَ صَاحِبُ " فَرَائِدِ الْقَلَائِدِ " مِنْ هَذَا اشْتِرَاطُ الْوَاوِ فَقَالَ : وَقَدْ ذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=41إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ( مَرْيَمَ : 41 وَ 56 ) هَذِهِ الْجُمْلَةُ اعْتِرَاضٌ بَيْنَ الْبَدَلِ وَبَيْنَ الْمُبْدَلِ مِنْهُ ، أَعْنِي "
إِبْرَاهِيمَ " وَ إِذْ قَالَ هَذَا مُعْتَرِضٌ ; لِأَنَّهُ اعْتِرَاضٌ بِدُونِ الْوَاوِ بَعِيدٌ عَنِ الطَّبْعِ وَعَنْ الِاسْتِعْمَالِ ، وَلَيْسَ كَمَا قَالَ ، فَقَدْ يَأْتِي بِالْوَاوِ كَمَا سَبَقَ فِي الْأَمْثِلَةِ ، وَبِدُونِهَا كَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=57وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ ( النَّحْلِ : 57 ) وَقَدِ اجْتَمَعَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=75فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ( الْوَاقِعَةِ : 75 - 76 - 77 ) .