الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ( لا تسمع فيها لاغية ) [11] قال أبو جعفر : فيها أربع قراءات إحداها شاذة، وأربعة أقوال أحدها شاذ.

                                                                                                                                                                                                                                        قرأ ابن كثير ونافع ( لا تسمع فيها لاغية ) بالتاء ورفع لاغية. وقرأ ابن [ ص: 212 ] محيصن ( لا يسمع فيها لاغية ) بالياء والرفع. وقرأ أبو جعفر وعاصم والأعمش وحمزة والكسائي ( لا تسمع فيها لاغية ) بفتح التاء. والقراءة الشاذة ( لا تسمع فيها لاغية ) بمعنى لا تسمع الوجوه فيها، والمراد أصحابها، وقد تقدم ذكر الوجوه، والقراءة الأولى أجمعها للمعاني، والقراءة الثانية بالتذكير؛ لأن لاغية ولغوا واحد، والقراءة الثالثة لا تسمع الوجوه.

                                                                                                                                                                                                                                        والأقوال الأربعة منها عن ابن عباس : لاغية أذى وباطل. وقال مجاهد : لاغية شتم. وقال قتادة : لاغية باطل وتأثم.

                                                                                                                                                                                                                                        وقال أبو جعفر : وهذه الأقوال الثلاثة متقاربة المعاني، أي كله لغو باطل. وقيل: لاغية على المجاز، قال الأخفش سعيد كما قال الحطيئة :


                                                                                                                                                                                                                                        560 - وغررتني وزعمت أنك لابن بالصيف تامر



                                                                                                                                                                                                                                        وقال الفراء : ( لاغية ) أي حالفا بكذب. قال أبو جعفر : وهذا القول شاذ؛ لأنه خارج عن قول أهل التفسير، ولا يطلق لأحد أن يخرج عن جملتهم في ما قالوه، وإن كان قوله محتملا.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية