الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          قوله: فتلقى آدم من ربه كلمات آية 37 اختلف في تفسيره على ستة أوجه، فأحدها:- [426] حدثنا علي بن الحسين بن إشكاب ثنا علي بن عاصم عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال آدم عليه السلام: أرأيت يا رب إن تبت ورجعت، أعايدي إلى الجنة؟ قال: نعم. قال: فذلك قوله: فتلقى آدم من ربه كلمات

                                          والوجه الثاني:

                                          [407] حدثنا أبو سعيد الأشج ثنا عبيد الله ثنا إسرائيل عن السدي عمن حدثه عن ابن عباس : فتلقى آدم من ربه كلمات قال: قال آدم: يا رب، ألم تخلقني بيدك؟ [ ص: 91 ] قيل له: بلى: ونفخت في من روحك؟ قيل له: بلى. وعطست فقلت يرحمك الله، وسبقت رحمتك غضبك؟ قيل: بلى. وكتبت علي أن أعمل هذا؟ قيل بلى قال: أرأيت إن تبت هل أنت راجعي إلى الجنة؟ قال: نعم. وكذلك فسره عطية، والسدي .

                                          الوجه الثالث: [408] حدثنا أبي ثنا عبد الله بن محمد النفيلي ثنا زهير ثنا أبو إسحاق عن رجل من بني تميم قال: أتيت ابن عباس فسألته: ما الكلمات التي تلقى آدم من ربه؟ قال: علم شأن الحج، فهي الكلمات.

                                          والوجه الرابع:

                                          [409] حدثنا أحمد بن سنان ثنا عبد الرحمن -يعني ابن مهدي- عن سفيان ، عن عبد العزيز بن رفيع، أخبرني من سمع عبيد بن عمير يقول: قال آدم: يا رب، خطيئتي التي أخطأت شيء كتبت علي قبل أن تخلقني، أو شيء ابتدعته من قبل نفسي؟ قال: بل كتبته عليك قبل أن أخلقك. قال: فكما كتبته علي فاغفره لي. قال: فذلك قوله: فتلقى آدم من ربه كلمات .

                                          والوجه الخامس:

                                          [410] حدثنا أحمد بن سنان ثنا ابن مهدي عن سفيان عن خصيف عن مجاهد وسعيد بن جبير : فتلقى آدم من ربه كلمات قالا: قوله: ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين . وروي عن الحسن وقتادة ومحمد بن كعب القرظي وخالد بن معدان وعطاء الخراساني والربيع بن أنس نحو ذلك.

                                          الوجه السادس:

                                          [411] حدثنا أبي ثنا أبو حذيفة ثنا شبل حدثني عبد الله بن كثير أن مجاهدا كان يقول في قول الله فتلقى آدم من ربه كلمات الكلمات: اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنك خير الغافرين. اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، رب إني ظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم.

                                          [ ص: 92 ] قوله: فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم

                                          [412] حدثنا علي بن الحسين ثنا محمد بن عيسى ثنا جرير عن عمارة -يعني ابن القعقاع- عن أبي زرعة -يعني ابن عمرو بن جرير - قال: إن أول شيء كتب: أنا التواب أتوب على من تاب.

                                          [413] حدثنا الحسين بن الحسن الرازي ثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي ثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج عن مجاهد : فتلقى آدم من ربه كلمات قال: أي رب أتتوب علي إن تبت ؟ قال: نعم، فتاب آدم، فتاب عليه ربه.

                                          قوله: التواب الرحيم [414] حدثنا محمد بن العباس ثنا محمد بن عمرو ثنا سلمة قال محمد بن إسحاق في قوله: الرحيم قال: يرحم العباد على ما فيهم.

                                          [415] حدثنا أبو زرعة ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثني ابن لهيعة حدثني عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير : قوله: الرحيم قال رحيم بهم بعد التوبة.

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية