الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - الثالث : ابتداء الوضع . [ ص: 276 ] ليس بين اللفظ ومدلوله مناسبة طبيعية .

            لنا : القطع بصحة وضع اللفظ للشيء ونقيضه وضده ، وبوقوعه " كالقرء " و " الجون " .

            التالي السابق


            ش - البحث الثالث في ابتداء الوضع . اعلم أن معرفة ابتداء الوضع فرع على معرفة الواضع ; لأنه ما لم يتحقق أن الواضع من هو ، لم يتحقق ابتداء الوضع .

            فلذلك بحث المصنف عن الواضع . والبحث عن الواضع مبني على أن دلالة الألفاظ على المعاني بالوضع لا بالذات . فلذلك قدم المصنف إبطال قول من قال : إن دلالة الألفاظ على المعاني بالذات والطبع ، - وهو عباد بن سليمان الضمري - فقال : ليس بين اللفظ ومدلوله مناسبة طبيعية تقتضي اختصاص اللفظ بالمعنى في الدلالة .

            والدليل عليه القطع بصحة وضع اللفظ للشيء ونقيضه ، وللشيء وضده . وأيضا القطع بوقوع اللفظ على الشيء ونقيضه ، كـ " القرء " الواقع على الحيض وعدمه ، وهو الطهر .

            [ ص: 277 ] وبوقوع اللفظ على الشيء وضده ، كـ " الجون " الواقع على الأبيض وضده ، وهو الأسود .

            فلو كانت دلالة اللفظ على المعاني لمناسبة طبيعية بينهما ، لزم أن يناسب اللفظ الواحد للنقيضين والضدين بالطبع ، وهو محال .

            ولأن دلالة الألفاظ على المعاني لو كانت بالذات لما اختلفت باختلاف الأمم ، ولاهتدى كل أحد من الناس إلى كل لغة . والتالي باطل فالمقدم مثله .




            الخدمات العلمية