الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( فائدة ) إذا أكل برا مغصوبا أو شاة مغصوبة صح أن يقال أكل حراما لكونه حراما بسببه ، وصح أن يقال ما أكل حراما لأنه حلال بصفته ، وإن أكل برا مشتركا بغير إذن شريكه صح أن يقال أكل حراما وحلالا لأن نصيبه حلال له بملكه وصفته ، ونصيب شريكه حرام عليه بسببه دون صفته ، ولا شك أن هذا لا يأثم إثم من أكل طعاما كله مغصوب لكمال المفسدة في المغصوب ونقصها في المشترك ، فإن المشترك حرم تحريم الوسائل وهذا حرم تحريم المقاصد ، فلو أكل المحرم الصيد لأكل ما هو حلال بصفته حرام بسببه ، وإن ذبح المحرم الصيد فإن حرمنا تذكيته كان أكلا لما [ ص: 112 ] حرم بصفته وسببه ، وإن أبحنا ذكاته كان أكلا لما حرم بسببه الذي هو حرام دون صفته .

التالي السابق


الخدمات العلمية