الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          فصل ثم إذا تم أمر المحبوس ( ينظر في أمر أيتام ومجانين ووقوف ووصايا لا ولي لهم ) أي : الأيتام والمجانين ( ولا ناظر ) للوقف والوصايا ; لأن هذه أموال يتعلق بها حفظها وصرفها في وجوهها ، فلا يجوز إهمالها ، ولا نظر له مع الولي أو الناظر الخاص ، لكن له الاعتراض إن فعل ما لا [ ص: 508 ] يسوغ ، ( فلو نفذ ) القاضي ( الأول وصية موصى إليه أمضاها ) القاضي ( الثاني ) ; لأن الظاهر أن الأول لم ينفذها إلا بعد معرفة أهليته وبراعته ، فإن تغيرت حال بفسق أو ضعف ضم إليه قويا أمينا يعينه ، وإن لم ينفذ الأول وصيته نظر الثاني فيه ، فإن كان قويا أمينا أقره ، وإن كان أمينا ضعيفا ضم إليه قويا أمينا ، وإن كان فاسقا عزله وأقام غيره .

                                                                          وجزم به في الإقناع وقدمه في الشرح وقال : وعلى قول الخرقي يضم إليه أمين ينظر عليه ا . هـ . وهذا ما جزم به المصنف في الوصية ، وإن كان قد تصرف أو فرق الوصية ، وهو أهل نفذ تصرفه ، وإلا فإن كان الموصى لهم بالغين عاقلين معينين صح دفعه إليهم لبعضهم حقوقهم ، ( فدل ) وجوب إمضاء الثاني على ما نفذه الأول من وصية موصى إليه ( أن إثبات ) حاكم ( صفة كعدالة وجرح وأهلية موصى إليه ونحوه ) كأهلية ناظر وقف وحضانة ( حكم يقبله حاكم ) آخر فيمضيه ، ولا ينقضه ما لم يتغير الحال ، ( ومن كان من أمناء الحاكم للأطفال أو الوصايا التي لا وصي لها ونحوه ) كنظارة أوقاف لا شرط فيها ( بحاله أقره ) ; لأن تفويضه إليه كحكمه فليسوا كنوابه في الحكم ، ( ومن فسق عزله ) لعدم أهليته ( ويضم إلى ضعيف ) قويا ( أمينا ) ليعينه ، ( وله إبداله ) لعدم حصول الغرض به ، ( و ) له ( النظر في حال قاض قبله ولا يجب ) عليه ذلك ; لأن الظاهر صحة أحكامه

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية