الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب في الرجل يستأسر

                                                                      2660 حدثنا موسى بن إسمعيل حدثنا إبراهيم يعني ابن سعد أخبرنا ابن شهاب أخبرني عمرو بن جارية الثقفي حليف بني زهرة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة عينا وأمر عليهم عاصم بن ثابت فنفروا لهم هذيل بقريب من مائة رجل رام فلما أحس بهم عاصم لجئوا إلى قردد فقالوا لهم انزلوا فأعطوا بأيديكم ولكم العهد والميثاق أن لا نقتل منكم أحدا فقال عاصم أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر فرموهم بالنبل فقتلوا عاصما في سبعة نفر ونزل إليهم ثلاثة نفر على العهد والميثاق منهم خبيب وزيد بن الدثنة ورجل آخر فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فربطوهم بها فقال الرجل الثالث هذا أول الغدر والله لا أصحبكم إن لي بهؤلاء لأسوة فجروه فأبى أن يصحبهم فقتلوه فلبث خبيب أسيرا حتى أجمعوا قتله فاستعار موسى يستحد بها فلما خرجوا به ليقتلوه قال لهم خبيب دعوني أركع ركعتين ثم قال والله لولا أن تحسبوا ما بي جزعا لزدت حدثنا ابن عوف حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية الثقفي وهو حليف لبني زهرة وكان من أصحاب أبي هريرة فذكر الحديث

                                                                      التالي السابق


                                                                      بصيغة المجهول أي يؤخذ أسيرا أي أخذه العدو أسيرا فماذا يفعل ؟ فهل يسلم نفسه أو ينكر وإن قتل .

                                                                      ( عشرة عينا ) : أي جاسوسا ( وأمر عليهم عاصم بن ثابت ) : أي جعله أميرا ( فنفروا ) : أي خرجوا واستعدوا ( لهم ) : أي لقتال العيون ( هذيل ) : بدل من الضمير في نفروا ( فلما أحس بهم ) : أي رآهم ( إلى قردد ) : قال في القاموس : كمهدد جبل وما ارتفع من الأرض .

                                                                      وقال في النهاية : هو الموضع المرتفع من الأرض كأنهم تحصنوا به ( فأعطوا بأيديكم ) : أي انقادوا ( بالنبل ) : أي السهام ( في سبعة نفر ) : أي في جملتهم ( منهم خبيب ) : بضم الخاء المعجمة وفتح الموحدة الأولى بينهما تحتية ساكنة ( وزيد بن الدثنة ) : بفتح الدال المهملة وكسر المثلثة وفتحها وفتح النون .

                                                                      قاله القسطلاني ( ورجل آخر ) : هو عبد الله بن طارق البلوي ( فلما استمكنوا منهم ) : أي قدروا عليهم ( أطلقوا ) : أي حلوا ( أوتار [ ص: 260 ] قسيهم ) : أوتار جمع وتر ، وقسي جمع قوس ( إن لي بهؤلاء ) : أي القتلى ( لأسوة ) : بالنصب اسم إن أي اقتداء ( حتى أجمعوا ) : أي عزموا ( فاستعار ) : أي طلب ( موسى ) : هي ما يحلق بها ( يستحد بها ) : الاستحداد حلق شعر العانة ( أركع ) : أي أصلي ( لولا أن تحسبوا ما بي جزعا ) : أي لولا أن تظنوا الذي متلبس بي من أداء الصلاة فزعا من القتل .

                                                                      والجزع نقيض الصبر .

                                                                      وقوله ما بي مفعول أول لتحسبوا ، وقوله جزعا مفعوله الثاني ( لزدت ) : جواب لولا .

                                                                      قال الحافظ : في رواية بريدة بن سفيان لزدت سجدتين أخريين .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه البخاري والنسائي .

                                                                      116 - باب في الكمناء




                                                                      الخدمات العلمية